عبّر عدد من التونسيون المقيمون بالمملكة العربية السعودية في إطار عقود عمل في مجالات عدة عن تذمرهم من تجاهل السلطات التونسية لمطالبهم المتكررة بالعودة إلى أرض الوطن رغم اعرابهم عن الاستعداد التام للالتزام بمقتضيات الحجر الصحي الاجباري مثلما عبروا عن ذلك عبر عريضة حررتها مجموعة منهم ويقع تدويرها على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أكثر ما يمكن من الإمضاءات للتونسيين بالسعودية الراغبين في العودة.
وقد جاء في نص العريضة التي بلغ عدد الموقعين عليها لحد كتابة هذه الأسطر 155 معنيا بالعودة أنه " نظرا للأوضاع السائدة جراء انتشار وباء كورونا المستجد، وما أنجرّ عنه ذلك من تردٍّ لأوضاع الجالية التونسية المقيمة بالمملكة سواء كان ذلك على المستوى المادي أو النفسي، فإننا نعبّر وبشدّة عن رغبتنا في العودة إلى أرض الوطن في أقرب الآجال، ونحن ملتزمين بالخضوع لكل الإجراءات الصحية والأمنية المستوجبة الجاري بها العمل حفاضا على صحتنا وصحة كلّ التونسيين."
هذا وأشار نص العريضة أنه "منذ انطلاق السلط التونسية في إجلاء التونسيين العالقين عبر كل دول العالم، فقد بادرنا من جهتنا بإبداء رغبتنا في العودة إلى وطننا تونس العزيزة والبقاء مع أهالينا في هذه الأوضاع الصعبة، وإيصال أصواتنا عبر التواصل مع العديد من الجهات الرسمية والقنوات التلفزية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي، من أجل إعطاء فكرة عن الحالة التي تعيشها الجالية التونسية نظرا لتعطل العديد من الأنشطة الاقتصادية في المملكة على غرار ما يشهده الاقتصاد العالمي ككل."
وأضاف كاتبو هذه العريضة أنهم قاموا "بالتواصل مع عدد من شركات الطيران تونسية حكومية وخاصة قصد إدراج رحلات إجلاء للمقيمين الراغبين في العودة إلى تونس، وذلك وفقا للإجراءات التي فرضتها الجهات التونسية المختصة"
هذا وقد اعتبر كاتبوا العريضة أن السلطات قد خذلتهم بسبب ما اسموه تضارب مصالح بين الجهات المعنية وفق تعبيرهم. معتبرين ذلك بمثابة التنكر لما بذلته الجالية التونسية بالسعودية من مجهودات "في الظروف الصعبة من دعم مالي لكل المبادرات التي أطلقتها الدولة والمجتمع المدني."
وذهبوا حد اتهام السلطات التونسية بإجهاض ما قاموا به من مساعي لدى السلطات السعودية في إطار برنامج عودة الذي أطلق حيث "تم إعلام العديد من التونسيين الذين اقتنوا تذاكرهم في الرحلة التي كانت مبرمجة ليــــوم 2 ماي 2020، بأن الرحلة قد ألغيت نظرا لعدم تجاوب السلط التونسية ورفضها القطعي لاستقبال مواطنيها على الرحلة السعودية، مع العلم أن كل التونسيين الذين كان من المفروض أن يسافروا، كانوا على استعداد لتغطية مصاريف السفر" دائما وفق نص البيان
وقد ألقى المعنيون باللوم الشديد عبر عريضتهم هذه على الحكومة والنواب والمسؤولين حيث ذكروا حرفيا "مرة أخرى أفلتت السلط التونسية فرصة للتوضيح لمواطنيها مساندتها لهم أوقات الشدة، حيث رفضت مبادرة الخطوط السعودية في إجلاء المقيمين التونسيين كما فعلت مع العديد من مقيمي الدول الأخرى.."
هذا وكانت الحكومة قد علقت إجراءات الاجلاء إلى غاية استئنافها لاحقا وفق برنامج ستكشف عنه وزارة النقل بالتنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الخارجية وبقية المصالح المختصة.
ناجح بن عافية