في وزارة التجارة : المكلّف بالإعلام أقالوه تحت شعار " ممنوع العمل والحديث أكثر من الوزير "‎ !

في وزارة التجارة : المكلّف بالإعلام أقالوه تحت شعار " ممنوع العمل والحديث أكثر من الوزير "‎ !

 


كنا الوحيدين تقريبا الذين شممنا رائحة غير عادية من خلال بيان وزارة التجارة يوم 16 سبتمبر الجاري حول تغيير المكلّف بالإعلام الزميل محمد علي الفرشيشي وتعويضه بزميل آخر نتمنى له النجاح في مهمّته . وبالرغم من أن بيان الوزارة قال لنا في ذلك اليوم إن الفرشيشي أحيل على التقاعد فقد كتبنا في عنوان الخبر الذي أوردناه فورا :" تغيير المكلف بالإعلام في وزارة التجارة : إقالة أم تقاعد أم أشياء أخرى ؟ " ذلك أننا أحسسنا بأن في الحكاية " واو " كبيرة  لأننا نعرف أن حوالي شهر على الأقل يفصل " دالي " عن التقاعد وأن بإمكانه أن يواصل بطريقة التعاون إذا رغب في ذلك ورغبت الوزارة أيضا . وهاهو المعني بالأمر يؤكّد هذا الصباح من خلال تصريح لإذاعة  " شمس – أف – أم " ويقول بكل مرارة إنه تمّت إقالته بطريقة مهينة 15 يوما فقط قبل بلوغه سنّ التقاعد ... وبما أننا نعرف أخلاقه جيّدا فإنه لم ينس أن يتمنى النجاح للزميل الذي عوّضه .

ولسنا طبعا في حاجة إلى عبقرية لنعرف الأسباب الحقيقية التي أخرجت الفرشيشي من وزارة التجارة  ولعلّ أهمّها أنه ينشط أكثر من الوزير ويحاول بكل جهده أن " يصنع شيئا ما " للمواطن التونسي الذي يعرفه جيّدا ويقاسمه همومه ومشاكله منذ عشرات السنين وهو إلى ذلك ليس من أولئك المسؤولين الذين يعشقون الكرسي والبهرج  والإمتيازات ... وأما العمل فيأتي به الله .

ويشهد الكثير من الزملاء أننا قد نكون " تنبّأنا " بهذه الإقالة عندما لاحظنا منذ مدّة أن " دالي الفرشيي "  يتحرّك كثيرا ويتحدّث كثيرا ويعمل كثيرا ... وقلنا منذ مدّة عنه " ما يطوّلش ياسر " لأننا نعرف أننا نعيش في بلد لا يعترف  بهذه الميزات التي عند الفرشيشي رغم أنه أكبر سنّا من آلاف المكلفين بالإعلام الذين لا يعملون شيئا في إداراتهم سوى " الشات " عبر بحر  " الفايسبوك " . وكنّا نعرف أيضا أن الوزير مستاء من كثرة ظهور الفرشيشي في وسائل  الإعلام وأن الكثير من " النبّارة " لا يكاد يمرّ يوم أو بعض يوم دون أن يحملوا ضدّه " صبّة " حتى من وحي الخيال والواقع أن معظم " الصبّات " من وحي الخيال .

هذه إذن الحكاية وهذه تونس ... ويبدو أن والدي الفرشيشي قد ارتكبا أكبر خطأ في تاريخهما وهو أنهما أنجباه في تونس ... حيث لا تساوي الكفاءة ملّيما واحدا ... وحيث عدد أعداء النجاح أكبر من عدد الناخبين .‎

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق