في مكتب بريد الجمهورية : " المسؤول " يسمح بدخول " بوليسة " قبل الناس ويقول " اللي ما عجبوش يمشي يشكي "؟
هي حادثة لا يمكن أن تنسى خاصة بالنسبة إلى الذين عاشوها ( وأنا واحد منهم وقد كنت شاهد عيان ويعرف الناس جميعا أني لا أظلم أحدا ولن أقول إلا الحقيقة ) . في مركز بريد شارع الجمهورية تمتاز الخدمات بشيء من التنظيم الذي لا نجده في مراكز بريد أخرى . فما إن تصل حتى يعطيك الشخص المسؤول عن التنظيم رقما محددا . ومن خلال ذلك الرقم يمكن لك أن تقيّم الوضع فإما تنتظر إذا لم يكن قبلك عدد كبير من الناس وإما أن تذهب إلى قضاء شأن آخر ثم تعود بعد وقت معيّن لتقضي شأنك الذي أتيت من أجله.
إلى هنا تبدو الأمور عادية وطبيعية . إلا أن ما حدث منذ حوالي 3 أيام بهذا المركز أمر مقرف ولا يمكن أن نقبله بأي حال من الأحوال. كنّا ننتظر مثل سائر الخلق إلى أن أقبلت امرأة ترتدي الزي الرسمي ( عون أمن ) وهمست في أذن السيد المسؤول عن التنظيم ببضع كلمات فإذا به يفتح لها الباب ويتركها تدخل وكأنها أفضل من هؤلاء الخلق الذين ظلّ أقل واحد منهم ينتظر من ساعة على الأقل. هذه الحركة لم تعجب الحاضرين فقالت له إحدى النساء : لماذا تركتها تدخل قبلنا وعلى أي أساس تفضّلها علينا . أجاب " المسؤول " بنوع من الحدّة : من فضلك أنا نعرف خدمتي ...
وتواصل النقاش محتدما إذ انضم آخرون إلى " المعمعة " وكنّا نريد منه أمرا واحد وهو أن يعطينا تفسيرا مقنعا لما قام به ولهذا التفضيل الذي لم يستسغه أحد . وانطلاقا من المقولة المعروفة " ربّ عذر أقبح من ذنب " قال السيد : " بالله آش نعملولها ...هي فاصعة من خدمتها ..ماو لازم نعاونوها "؟؟؟؟؟؟؟.
حقيقة أفحمنا جوابه الذي يكشف عن 50 عقلية متخلّفة في نفس الوقت منها بالخصوص " الارتباك " غير المبرر أمام الزي الرسمي والمحاباة والاعتداء على حقوق الناس أمام أعينهم و" تكسيح الرأس " بالإصرار على أن من لم يعجبه ما قام به يمكنه أن " يشكي ".
إن العملية كانت سهلة جدّا إذ يحصل أن يكون أحدنا في ظرف معيّن محتاجا إلى المساعدة والتفهّم . لقد كان على المرأة عون الأمن أن تستأذن من الحاضرين وأن تطلب منهم السماح لها بالدخول لأن وقتها ضيّق جدا ( مثلما قال هو فاصعة من خدمتها ). وكان على المسؤول عن التنظيم أن يطلب إذن الحاضرين بالسماح لها بالدخول قبلهم . وأعتقد جازما أنهما لو فعلا ذلك ما كان لأحد أن يعترض بل بالعكس كنّا جميعا نتقبّل الأمر بشكل طبيعي وعادي جدا.
أما وقد حدث ما حدث فقد وعده بعضنا ( وأنا منهم خاصة " بأننا فعلا " سنشكي " وها قد فعلنا . والمطلوب من الإدارة العاملة للبريد أن تتعامل مع هذه الحادثة بكل جدّية وأن تفيدنا بنتائج تحقيقها ...ليس تشفيّا في أحد بل لندرك أن " الكيلو " يغلب " الرطل " دائما مثلما يقال لنا دائما .. ولندرك أن هذا التصرّف " فردي ومعزول " مثلما يقال لنا غالبا.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق