في متحف سوسة : خالد بن يحيى وعبير نصراوي في رحلة التجلّي والتماهي

في متحف سوسة : خالد بن يحيى وعبير نصراوي في رحلة التجلّي والتماهي

 

في إطار الدورة الرابعة لـ "ليالي متحف سوسة" قدّم الفنان والمؤلف الموسيقي التونسي خالد بن يحيى بمشاركة المطربة عبير نصراوى وعدد منالعازفين والمنشدين عرض "تسنيم" الذي تابعه جمهور هام في فضاء متحف سوسة الأثري.
العرض تواصل على أكثر من ساعة ونصف الساعة قدمت خلالها المجموعة عديد الوصلات في الإنشاد الصوفي  بعضها من وضع ألحانها بن يحيى وبعضها أعاد توزيعها وأدت أغلبها الفنانة عبير نصراوي.
عرض غلب عليه الطابع الروحي، وكان أقرب إلى تجليّات صوفية جمعت  بين أصالة الجمل الموسيقية وطرافة البحث والتجديد والسعي نحو تقديم عمل يرتقي إلى أعلى حالات العشق والتماهي.
ما ميّز عرض "تسنيم" أنه راوح بين الموسيقى والغناء، فكان أقرب لحالات من التمهّر على الآلات الموسيقية التي اعتمدها بن يحيى وهي العود والقانون والكمان والكونترباس فضلا عن آلات الإيقاع، وقدّم بن يحيى وصلة مغربية ثم مقطوعة "1976" من ألحانه  ثم "بشرف تركي" في مقام البيات في إعادة توزيع، ثم مقطوعة "TGM"  ثم مقطوعة أخرى من ألحانه ثم مقطوعة "الشيميني" في مقام الحجاز ثم "حزب التوسل" وأخيرا "العادة التونسية".
ولعل طرافة عرض  "تسنيم" تكمن أساسا في أن الملحن والموسيقار خالد بن يحيى تعمد في هذا العرض أن يكون الطابع الموسيقي طاغ على الطابع الغنائي  عكس ما هو مألوف بالنسبة للموسيقى التونسية التي يسيطر فيها الجانب الغنائي على الجانب الموسيقي.
فالعمل وفق بن يحيى  هو نفس صوفي وليس عرضا صوفيا كاملا بالمعنى المتعارف عليه  وهذا العرض يفسح المجال أمام تقديم وصلات موسيقية روحية.
وكان خالد بن يحي قدّم أوّل نسخة من "تسنيم" بمدينة فاس المغربية سنة 2009 ثم إنشغل بمشاريع موسيقية أخرى ليجدد التجربة ثانية مع ذات العرض برؤية مختلفة تجمع بين التراث الشرقي وموسيقى الجاز.

التعليقات

علِّق