في لقاء سعيد وقيادات اتحاد الشغل : الرسائل والرموز وتحديات الوضع الراهن ؟

في لقاء سعيد وقيادات اتحاد الشغل : الرسائل والرموز وتحديات الوضع الراهن ؟


التقى بعد ظهر  الخميس 14 ماي 2020 بقصر قرطاج رئيس الجمهورية قيس سعيد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يتقدمهم أمينه العام نور الدين الطبوبي.  وجاء في بيان أصدره الاتحاد مساء نفس اليوم أن اللقاء إيجابي وتم في "جو من الثقة والصراحة والوعي بالمسؤولية" . وقال البيان إن رئيس الجمهورية اعتبر هذا اللقاء "  تاريخيا بالنظر إلى دقة الظرف الذي تمر به البلاد...".
وقد تمحور اللقاء الذي دام قرابة الساعة ونصف الساعة حول نقاط رئيسية  لعل برزها: 
- التضامن مع رئيس الجمهورية : كان اللقاء مناسبة ليعبّر الاتحاد عن تضامنه  مع رئيس الجمهورية ضد ما وقع اعتباره حملة تستهدفه وتسهدف عديد الرموز الوطنية حيث ورد في نص البلاغ الإعلامي أن " الأمين العام للاتحاد عبّر باسمه الخاص وباسم المكتب التنفيذي عن تضامنه مع رئيس الجمهورية في مواجهة حملة التشويه والتهديد التي تشنها بعض الأطراف ضد شخصه وضد رمز الدولة .." وأضاف البلاغ أن الحملة ذاتها " طالت الاتحاد العام التونسي للشغل وعددا من الأحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية  لغايات مشبوهة تهدف إلى ضرب الشرعية وإرباك القوى الوطنية وبث الفوضى والإساءة إلى سمعة تونس ".
-  انشغال بمخرجات الأزمة السياسية : في نقطة ثانية بين المنظمة الاتحاد  أن  هناك تطابقا  بين رئيس الجمهورية والاتحاد العام التونسي للشغل في أن الوضع الراهن بالبلاد يتسم ببروز تجاذبات على المستوى السياسي أدت إلى تأزم الأوضاع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي .." في إشارة إلى  " تدهور وضع فئات واسعة من الشعب نتيجة ارتفاع الأسعار وانتشار الاحتكار والجشع مما فاقم البطالة وزاد من نسب الفقر وعمق الشعور بالحيف والغبن والإحباط ". وقد شجب الاتحاد في بلاغه ما اسماه "غياب رؤية واضحة وحلول ناجعة " للتعاطي مع الأزمة مؤكدا على " غموض الأرقام وتضاربها وأنها  كانت قد خضعت في المدة الفارطة إلى التوظيف. ".
- الدعوة إلى مبادرة تشريعية وأخرى حوارية : أكد  الاتحاد أن أطراف الاجتماع أجمعت على أن ضرورة فرض" سلطان القانون وعلى مساواة التونسيات والتونسيين أمامه وعلى ضرورة الشروع في مبادرات تشريعية وأخرى حوارية من شأنها وضع تصورات وبرامج للخروج من الأزمة وتجاوز حالة الاحتقان المنذرة بكل المخاطر
-  الدعوة للإسراع بإنقاذ المؤسسات والمنشئات العمومية  : جاء في نص البلاغ أن " اللقاء كان فرصة لتأكيد الطرفين على أهمية المرفق العمومي وعلى دوره الريادي والحيوي في توفير احتياجات المواطنين وضمان حقوقهم الأساسية في الصحة والعلاج والتعليم والنقل وأكد الطرفان على الإسراع بإنقاذ المؤسسات والمنشآت العمومية التي أظهرت نجاعتها في أزمة كورونا بالرغم من نقص الإمكانات  من عمليات التخريب التي تعرضت إليها طيلة عقود  ..."
ووفق نفس المصدر فإن "رئيس الجمهورية ذكر خلال هذا اللقاء ببرنامج الإصلاح الهيكلي  لسنة 86 واقترانه بضرب الشرعية النقابية والزج بالنقابيين في السجون والذي  تم بموجبه التفويت في  عدد من المؤسسات العمومية . وظهر في ما بعد أنه كان توجها خاطئا تضررت منه الطبقة الشعبية واقتصاد البلاد وهو تمش تراجعت عنه حتى الدول الغربية الأكثر ليبرالية..."
-  دعوة إلى مساعدة التونسيين العالقين بالخارج :  كشف بلاغ الاتحاد العام التونسي للشغل أن المكتب التنفيذي دعا خلال اللقاء "إلى خطوات إضافية من أجل مساعدة التونسيات والتونسيين العالقين في الخارج وخاصة دعم الطلبة بالخارج ومساعدة كل التونسيين حيثما كانوا من الراغبين في العودة إلى الوطن" . وقد لقيت هذه الدعوة كل التجاوب لدى رئيس الجمهورية الذي شدد نقلا عن بلاغ الاتحاد "على حرصه على مواصلة متابعة ملف العاملين في السعودية والكويت وشرقي  آسيا بعد أن تمت متابعة العالقين في إفريقيا بمساعدة من المؤسسة العسكرية وجيش الطيران بالذات."
ناجح بن عافية

التعليقات

علِّق