في لغة خشبيّة معتادة : وزير الفلاحة يؤكّد " سلامة " ماء الصوناد وأن السماء صافية والعصافير تزقزق

 في لغة خشبيّة معتادة : وزير الفلاحة يؤكّد " سلامة " ماء الصوناد وأن السماء صافية والعصافير تزقزق

في الوقت الذي كثرت فيه تشكيّات  الناس في أنحاء عديدة من البلاد من رائحة عجيبة ( وكريهة أحيانا ) في ماء الحنفيات جاءنا هذه الليلة وزير الفلاحة من خلال شريط الأنباء ليؤكّد لنا أننا من أصحاب سوء الظنّ وأننا في كافة الأحوال واهمون إذ أكّد وبصفة قطعية أن ما " الصوناد " سليم وأن كافة التحاليل التي تجرى عل مياه الشراب في تونس تفيد بأنه صالح فعلا للشراب وأنه لا خوف منه وأنه لا يحمل أي لون وأية راحة .

وبين كلام الناس وتأكيداتهم أن في ماء الصوناد هذه المدّة بالخصوص " واو " عجيبة ... وأمام ما نعاينه يوميّا من ألوان وروائح تنبعث من الحنفيات كلّ ما نفتحها ... وبين كلام الوزير الذي يبدو أنه يعشق اللغة الخشبية عشقا لا يوصف بدليل أنه أكّد لنا أن السماء صافية وأن العصافير تزقزق وبالتالي لا مبرّر لهذا " التهويل " ولا داعي لأي ادّعاء آخر ضاع دليل القوم واحتاروا : هل يصدّقون أعينهم وأنوفهم أم يصدّقون الوزير الذي قال لنا جميعا إننا نتوهّم وإن الحقيقة ليست سوى ما قال حضرته؟؟؟.

وبعيد عن أجواء اللعب على الكلمات نؤكّد أمرا هاما وهو أن هؤلاء التونسيين الذين لاحظوا هذه المدة أن ماء الصوناد ( وخلافا لكافة القواعد الفيزيائية التي تقول منذ الأزل إن الماء لا لون ولا طعم ول رائحة له ) يحمل رائحة ويحمل لونا ..بل ألوانا مختلفة ... ويحمل طعما مختلفا ... وهذا دليل على أن شيئا ما يجري في شبكة المياه . وعوض أن يطل علينا الوزير بكلمات لا معنى لها فقد كان عليه أن يبحث في الأمر بكلّ جديّة ليكتشف أحد أمرين : إما أننا نكذب جميعا وبالتالي " نتبلّى "  على شركة المياه . وإما أن مسؤولي هذه الشركة قد أعطوه معلومات مضللة وخاطئة جعلته يقع بدوره في الخطأ.

ملاحظة : حكاية الماء شغلت بالخصوص هذه المدة سكان الضواحي الجنوبية ..لكن ما رأي الوزير في هذه القارورة ( الصورة ) التي جاءتنا هذا المساء  من مدينة قليبية ... وهي طبعا ليست قارورة زيت زيتون ..بل هي قارورة ماء الصوناد.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق