في قراءة للندوة الصحفية للفخفاخ : انتصار تام للثورة ولناخبي قيس سعيّد ... ورسائل خفيّة لنبيل القروي وعبير موسي

في قراءة للندوة الصحفية للفخفاخ : انتصار تام للثورة ولناخبي قيس سعيّد ... ورسائل خفيّة لنبيل القروي وعبير موسي

 

عقد رئيس الحكومة المكلّف إلياس الفخفاخ الحكومة اليوم الجمعة 24 جانفي 2020 ندوة صحفية بدار الضيافة بقرطاج كشف فيها آخر استعداداته لتشكيل الحكومة الجديدة .
وبالعودة إلى الندوة الصحفية التي رافقها سوء تنظيم خاصة في كثرة الدخلاء وكيفية  توزيع الأسئلة بين الصحفيين  - وهذا مفهوم - نظرا لحداثة عهد المكتب الإعلامي للفخفاخ وضيق الوقت بين موعد الندوة الصحفية وتاريخ إعلانها ، إلا أن هناك " علامات مضيئة " من حيث الشكل  وتتمثل بالخصوص في احترام الفخفاخ لتوقيت الندوة الصحفية وهو ما أثار الإرتياح في صفوف الصحفيين بعد ان عانوا الامرّين والصعوبات والتأخير في انطلاق الندوات مع رئيس الحكومة المكلّف السابق الحبيب الجملي وأيضا مع رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
من حيث الشكل بدا الفخفاخ مرتاحا ويردّ على أسئلة الصحفيين بتلقائية ودون قيود  ، رغم أنه نسي أو تغاضى عن الإجابة عن البعض منها .
ويبدو أن حصول الفخفاخ على " حزام سياسي " مريح  من رئاسة الجمهورية و 9 أحزاب سياسية جعله يواجه أسئلة الصحفيين بكل أريحية ودون تردّد خلافا لسلفه الحبيب الجملي الذي تاه وضاع بين أسئلة الصحفيين خلال ندواته الصحفية إلى درجة أنه كان يقول الشيئ ونقيضه في نفس الندوة .
ودائما من حيث الشكل فقد افتتح الفخفاخ ندوته الصحفية بالترحم على شهداء الثورة التونسية والحرك الوطنية وهي رسالة مضمونة الوصول الى عبير موسي وحزبها وكل طيف سياسي يعادي الثورة التونسية ولا يحترم شهدائها ، وبالتالي فإنه أعلنها صراحة الإصطفاف وراء الثورة .
من حيث المضمون بان بالكاشف ان إلياس الفخفاخ قرّر بصفة رسمية إقصاء الأحزاب التي تعتمد على تشويه الثورة التونسية وعلى مبدأ " الإقصاء " وفي مقدمتها الحزب الدستوري الحرّ الذي تصدّرت تصريحات قياداته الإقصائية عناوين وسائل الاعلام ، وهو ما دفعه إلى إقصائه من المشاورات وعدم اضاعة الوقت أو إدخال البلبلة في حزامه السياسي .
كما اختار رئيس الحكومة المكلف الابتعاد عن الأحزاب التي تحوم حولها او حول بعض قياداتها شبهات فساد أو قضايا مالية وهو ما لمّح إليه خلال الندوة الصحفية عندما أعلن ان مكان حزب " قلب تونس " هو المعارضة .
ودائما نتحدث عن المضمون ، فقد تميّز خطاب الفخفاخ بتوجيه الشكر في عديد المرات لرئيس الجهورية قيس سعيد مؤكدا أنه سيوفر الانسجام التام بين السلطتين التنفيذيتين وأنه سيسعى لتطبيق توجهات الناخبين في الدور الثاني من الرئاسية الذين صوتوا بكثافة لقيس سعيد .

جدير بالذكر ان رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ أكد خلال الندوة أنه سيشكل حكومة سياسية مصغرة من أجل النجاعة والفاعلية ، مفتوحة على كفاءات عالية وعلى الشباب والمرأة، مستوعبة دقة وخصائص المرحلة، ولا يتجاوز أعضاؤها ال25 ، وسيكون ذلك في أسرع وقت.
وقال إنه يتوجه نحو اعتماد منهجية عمل قائمة على الوضوح والتعاقد والتشاركية وإعادة الثقة في مؤسسات الدولة ، والتركيز على خط سياسي منسجم مع نتائج الانتخابات ومنحاز لقيم الثورة والإنصات الجيد لانتظارات الناس ورفع منسوب الأمل لدى الشباب بعيدا عن المزايدات العقيمة.
ولاحظ أن منهجية العمل المعتمدة ستركز على العمل مع الشركاء الذين أفرزهم الإنتخابات ، حول برنامج حكم متكامل للتغيير والإصلاح والتوافق على أدوات إنجازه، مبرزا أنه انطلق في بناء الحزام السياسي للحكومة المقبلة على أساس الأطراف التي التقت على التصويت للقيم التى جسدها قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ، بناء على أفكار الثورة التي تقدم بها سعيد، وفق تعبيره.
وأكد أنه لن يشرك حزبي قلب تونس والدستوري الحر في مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة، لانهما "ليسا في مسار انتظارات الشعب خلال هذه المرحلة ، سيما بعد انتخابات 2019، وخاصة الانتخابات الرئاسية.

صورة : ياسين القايدي

التعليقات

علِّق