في عيدها الوطني 53 المجيد :ملامح السياسة الخارجية لسلطنة عمان

في عيدها الوطني 53 المجيد :ملامح السياسة الخارجية لسلطنة عمان

تقدم السياسة الخارجية لسلطنة عُمان بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق نموذجًا عالميًّا يُحتذى، أساسه الاحترام المتبادل والمصالح والمنافع المشتركة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول واحترام المواثيق والقوانين الدولية وإعلاء مبادئ السّلام والإنسانيّة والحوار والتسامح وهو ما أشار إليه جلالتُه من أن الثوابت السياسية لسلطنة عُمان مبنية على مبادئِ حُسنِ الجِوار، وعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الداخليةِ للآخرين، وعلى إرساءِ نظامٍ عادلٍ لتبادلِ المنافعِ والمصالح، وعلى إقامةِ أسسِ الاستقرارِ والسلامِ والإسهامِ فيها بإيجابية، جعلها محط ثقة وتقديرِ الوحدات والمنظمات الدولية للقيام بأدوار فاعلة وتحقيق الأمن والسِّلم والاستقرار في عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وأن نهج السلام والتعاون هو السبيل الأوحد والنموذج المثالي الأسلم للمنطقة والعالم.  

وتنتهج سلطنة عُمان سياسة إعلامية وقائية لتحصين المجتمع من بواعث التطرف والتشدّد الذي يقود إلى الإرهاب، وذلك بترسيخ قيم التسامح والوئام والوحدة والتقارب بين أفراده والبعد عن إثارة النعرات الطائفية في كل الأدوات المحلية واتباع سياسة الحياد الإيجابي في تناول الأخبار لاسيما المتعلقة بالنزاعات الأهلية والطائفية في بعض دول المنطقة.  

وقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق على صعيد العلاقات الثنائية بإجراء مباحثات عدّة خلال العام الحالي مع عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسُّمو قادة الدول الشقيقة والصديقة منهم رؤساء أمريكا وروسيا وسوريا عبر الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الهاتفية بالإضافة إلى قيام جلالتِه بزيارة عدد من الدول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تناولت تعزيز مجالات التّعاون الثّنائي وتبادل وجهات النّظر حول عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك. 

وتترأس سلطنة عُمان حاليًّا الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتنظر إلى أن ما حققه المجلس من إنجازات في مختلف المجالات كان بفضل نجاح المساعي الخيرة وتوحيد الصف، وجمع الشمل، والترابط والتآخي بين دول المنطقة التي يجمعها التاريخ المشترك، والمصير الواحد، وحرص المجلس على مدّ جسور الصداقة مع الدول الصديقة وكل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية؛ دعمًا للتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وقد استضافت سلطنة عُمان هذا العام الاجتماعات الخليجية لمختلف الوزارات والهيئات واللجان المشتركة.  

وتفاعلت سلطنة عُمان مع عدد من الأحداث في المنطقة من بينها العدوان الإسرائيلي على غزة وانتهاك الحقوق الفلسطينية حيث أكّد عاهل البلاد المفدّى في هذا الصدد على تضامن سلطنة عُمان مع الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم كل الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمدنيين الأبرياء وإطلاق سراح السجناء وفقًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع عن غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، واستئناف عملية السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة كافة حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبدأ حلّ الدولتين ومبادرة السلام العربية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة. 

كما أكّد خلال استقباله وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام للمجلس على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد والعنف وتوفير الحماية للمدنيين. 

تعمل سلطنة عُمان جاهدة في الوقت الراهن بمساعٍ مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية على وقف إطلاق النار في غزة والهجوم غير المبرّر واللاإنساني على القطاع، وقدمت دول المجلس خلال اجتماعها الوزاري الخليجي بمسقط دعمًا فوريًّا بقيمة مائة مليون دولار أمريكي للمساعدات الإنسانية والإغاثية مع ضرورة تأمين إيصال هذه المساعدات إلى قطاع غزة بشكل عاجل. 

وأسهمت سلطنة عُمان في حلحلة عدد من القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة منها الأزمة اليمنية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والأطراف اليمنية على بذل جهود بنّاءة للوصول إلى حل شامل ودائم يلبّي تطلعات أبناء الشعب اليمني الشقيق كافة. 

وعلى الصعيد الإنساني استجابت سلطنة عُمان للمساعي التي تمت مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومملكة بلجيكا، لتسهيل عملية استلام مواطنيْن نمساوييْن اثنيْن ومواطن دنماركي ونقلهم من طهران إلى مسقط ثم إلى بلدانهم بالإضافة إلى تعاونها مع دولة قطر الشقيقة في الإفراج المتبادل عن الرعايا الإيرانيين والأمريكيين.

وتمضي سلطنة عُمان في نهضتها المتجدّدة قُدمًا بقيادة جلالةِ السُّلطان وجهود أبنائها الكرام في بذل المزيد من العطاء لإنجاح وتحقيق الأهداف والتطلعات التنموية لتنعم عُمان وأهلها بمستقبل أكثر رُقـيًّا ورَخَــاء.

التعليقات

علِّق