قد لا نفي الرداءة حقّها حين نقول إننا وللأسف الشديد أصبحنا نعيش في زمن الرداءة بكل المقاييس وفي كافة المجالات وخاصة في المجال الفنّي حيث غاب الفنّ الحقيقي وأصبح التافهون نجوم المجتمع .
وبالرغم من موجة التفاهة السائدة فإن البعض من نقاط الضوء ما زالت رغم قلّتها موجودة من خلال بعض الفنانين الصامدين  الذين يعملون على  إنقاذ الأغنية التونسية  وتقديم أعمال راقية وبعيدة عن " نيران  " البعض من وسائل الإعلام التي لا تبحث إلا عن الإثارة ونسب المشاهدة أو الاستماع بقطع النظر عن محتوى ما تقدّمه وهو في غالبه أتفه من   التفاهة ذاتها .
وفي هذا الإطار يمكن أن نذكر الفنانة " عائدة نياتي " التي تحمل في جرابها العديد من المواهب إضافة إلى تكوينها الأكاديمي الذي يثبت لنا أنها دكتورة في الموسيقى وأستاذة جامعية تقوم بالتدريس بالمعاهد العليا للموسيقى والكاتبة والملحنة  التي ما فتئت تقدّم للناس موسيقى راقية بالرغم من موجات الإحباط الشامل التي ضربت الفنانين الحقيقيين .
ومنذ بضع سنوات ركّزت عائدة اهتماماتها على الأنماط الموسيقية  المتوسطية فظلّت تبحث وتجتهد لتنفض الغبار عن أنماط موسيقية محلية وتحفر  في مختلف النغمات الموسيقية المحلية والميلوديا الإيقاعية المتألقة لتسلّط الضوء بطريقتها الخاصة على جواهر موسيقية حقيقية.
ومثلما قلنا فقد شاركت عائدة في العديد من المهرجانات في تونس بعيدة عن أضواء الإعلام  على غرار مهرجان المدينة والمهرجان الدولي للموسيقى التقليدية بتستور إلى جانب العديد من المشاركات الموسيقية  الأخرى خارج تونس وخاصة  في فرنسا وألمانيا ولبنان والأردن والهند وتركيا وفلسطين .
وفي إطار إثراء تجاربها الفنية تستعدّ عائدة لتقديم عرضها الجديد " éventails de genres de styles  "  الذي ستكشف عنه لأول مرة يوم الجمعة 21 ديسمبر الجاري بفضاء " أكروبوليوم قرطاج " .
وفي هذا الفضاء الفخم الذي يأوي اليوم التظاهرات الثقافية ستقدّم الفنانة  عائدة 6 من أغانيها الجديدة التي تحمل أنماطا موسيقية مختلفة تتراوح بين " العروبي " والشعبي والجاز والمالوف والقصيد . كما ستغنّي أيضا باقة من الأغاني المتوسطية التركية واليونانية والإسبانية ومن الجبل الأسود في عرض يبدو واعدا من حيث الشكل كما المضمون .