في رسالة وجهتها للمشيشي : نائبة تدعو لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة وإعلان هدنة سياسية

في رسالة وجهتها للمشيشي : نائبة تدعو لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة وإعلان هدنة سياسية


عشر سنوات مرت بائسة وتعيسة لم نخرج فيها من تصفية الحسابات...حسابات الماضي والحاضر ...صراعات لم تكن أبدا من أجل البناء الوطني...عشر سنوات والتونسيون والتونسيات يعيشون حالة من الإحباط والضبابية والخوف من المستقبل ...عشر سنوات ومنظومة الحكم لم تستعمل سوى سياسات ساهمت في تفكيك المجتمع التونسي وتخريب المكتسبات الوطنية.
كل المؤشرات التنموية تهاوت والوضع بلغ منتهاه...واقع أليم استشرى فيه الفقر والخصاصة...طبقة وسطى تتآكل باطراد وهي التي كانت تمثل الضمانة الأساسية لاستقرار البلاد... اقتصاد في أزمة خانقة...العديد من المؤسسات الإقتصادية الكبرى مهددة بالإفلاس...المؤسسات الصغرى والمتوسطة تغرق...البطالة تتفاقم والوضع المالي خطير جداً...مجتمع في حالة احتقان وسياسة تعصف بها الزعاماتية والأنانية والإنتهازية والشعبوية...والمواطن مغلوب على أمره يعاني الأمرين...تدهورٌ رهيب لمقدرته الشرائية وخوف متصاعد لما يخبئه له المستقبل...فالجوع كافر والتهميش والتنكيل والإقصاء أو كذلك سياسة النعامة أو التعامي عن الواقع لا يمكن أن تؤدي إلا إلى أزمة اجتماعية و اقتصادية خانقة.
نحن اليوم في منعرج خطير.  فإما إنقاذ البلاد وإعادة بناء ما تم تهديمه و التأسيس لمجتمع ديمقراطي متقدم  منفتح ومزدهر اجتماعياً و اقتصادياً  وإما  تهاوي مؤسسات الدولة والذهاب نحو المجهول...فتونس اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى قوة وطنية واعية بشواغل المواطن.  تقضي على الفقر والخصاصة والحرمان.  توفر حياة كريمة لكافة الفئات والجهات  وتطلق المبادرة الإقتصادية بعيداً عن الحسابات الضيقة . فالبلاد في حاجة أكيدة وسريعة لجرعة أمل وطمأنينة ولمناخ أعمال سليم ومشجع على الإستثمار. وهو ما يتطلب هدنة سياسية حتى نتمكن من الخروج من هذه الأزمة المالية و الإقتصادية والإجتماعية الخانقة .
إن  تكليف السيد قيس سعيد رئيس الجمهورية السيد هشام المشيشي  وزير الداخلية برئاسة الحكومة يعتبر جرعة أمل للتونسيين والتونسيات .  فاختياره  من خارج اقتراحات الأحزاب والكتل يقطع مع سياسة المحاصصة التي عانى منها الشعب التونسي منذ 2011 فلم نجن  منها سوى الدمار و أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس. فالسيد هشام المشيشي  مستقل... رجل إدارة و رجل الدولة العريقة و هو خريج المدرسة الوطنية للإدارة .فلن يضل الطريق إذا ما تركته هذه الطبقة السياسية المتردية يعمل مع فريقه الحكومي لإنقاذ البلاد...لذلك أدعوه  ونظراً إلى خصوصية المرحلة إلى تكوين حكومة تكنوقراط مصغرة تقود البلاد إلى بر الأمن...بعيداً عن المساومة والمحاصصة والإبتزاز. و للطبقات السياسية الموجودة في البرلمان وخارجه وخاصة للسياسيين الذين حكموا بعد 2011 أقول :  راجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان ...قيموا أعمالكم خلال هذه العشرية...لقد بعتم الأوهام للشعب التونسي...لقد فشلتم في إدارة البلاد ولم تبرهنوا أنكم البديل لما تدعونه خرابا...كفوا عن العنتريات والبطولات الزائفة على حساب الشعب...إن تونس في أشد الحاجة إلى هدنة سياسية ينصرف فيها الكل إلى العمل. وفي الأخير أقول... تونس تتسع لجميع أبنائها وبناتها الوطنيين ولمن لم يفهم هذا ...فالمركب سيغرق بالجميع.
عاشت تونس حرة مستقلة شامخة أبد الدهر
سميرة بعيزيق سلامة

التعليقات

علِّق