في رحلة وفد من رجال الأعمال إلى جيبوتي: لماذا غاب الوزير أنور معروف وحرم الوفد التونسي من مساندة الدولة الرسمية ؟

في رحلة وفد من رجال الأعمال إلى  جيبوتي: لماذا غاب الوزير أنور معروف وحرم الوفد التونسي من مساندة الدولة الرسمية ؟

 

مثلما هو معلوم  يقوم  مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بمهمة استكشافية متعددة القطاعات في دولة جيبوتي منذ يوم  15 سبتمبر الجاري  وتتواصل هذه المهمة إلى غاية  إلى غاية اليوم  19 سبتمبر من هذا الشهر .

وتأتي هذه المبادرة في إطار طموح المركز  إلى تطوير الاقتصاد التونسي في سوق لا تستغلها شركات بلادنا  بالشكل اللازم . وقد تقرر تنظيم هذه المهمة الأولى في شرق إفريقيا و توجيهها إلى جيبوتي في المقام الأول.

وانطلق  الاعداد لهذه البعثة منذ نحو  عام تقريبا خلال زيارة  قام بها إلى بلادنا وفد من جيبوتي في  إطار منتدى " تونس 2020 "   حيث انتظم  أول اجتماع بين السيد عبدي يوسف صوغه  وزير الاتصالات السلكية واللاسلكية  بهذا البلد  وأعضاء  من مركز الأعمال التونسي الإفريقي . ومنذ ذلك الاجتماع تكثفت  الزيارات إلى جيبوتي  بما في ذلك عقد اجتماع بين السيد وليد الوكيل  العضو المؤسس في مركز الأعمال التونسي الإفريقي والسيد إسماعيل عمر غويله  رئيس جمهورية جيبوتي إلى جانب اجتماعات ولقاءات أخرى  مع وزراء جيبوتيين  للطاقة والاستثمار والنقل والتعليم العالي.

وكان في الحسبان أن يترأس  الوفد التونسي  أنور معروف وزير التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي لإضفاء طابع رسمي على الزيارة وإعطاء انطباع جدي للمسؤولين في دولة جيبوتي  التي أعلنت قبل أيام من سفر الوفد التونسي أن أعلى سلطات البلاد ستكون في استقباله . لكن الوزير لم يتنقّل مع الوفد التونسي الذي كان مؤلّفا من  خمسة وثلاثين (35) رجال الأعمال من مختلف القطاعات وهي  الصناعة الكهربائية  وصناعة المواد الغذائية  والبنية التحتية والبناء  والتأمين والصحة  وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات  والتجارة الدولية  والبيئة  والاستشارات والتدريب و الطاقة.
أما أسباب عدم تحوّل الوزير فيبدو أنها مرتبطة بما حدث في قطاع البريد حيث كان على أهبة السفر على ما يبدو عندما تقرر إلغاء سفره بدعوى المشاكل في هذا القطاع والتلويح بالإضراب  وضرورة أن يكون الوزير في تونس للتفاوض مع النقابات  التي تمثّل القطاع .
وأمّا النتيجة فقد كانت مخيّبة على مستويين اثنين . الأوّل على مستوى الوفد التونسي الذي لم يجد نفسه مسنودا من أي مسؤول تونسي رسمي  وهو الذي استقبله رئيس جمهورية جيبوتي وما لا يقلّ عن 12 وزيرا في هذا البلد الذي رحّب بالوفد التونسي أيّما ترحاب . أما المستوى الثاني فهو أن المفوضات مع نقابات البريد قد فشلت وانتهى الأمر إلى الدخول في إضراب عام مثلما نعلم ... أي أن الوزير  قد خسر رحلة كان وجوده فيها يعطيها قيمة أكبر وخسر جولة من التفاوض  أدّت إلى إضراب .

وبما أن تونس كانت تتمتع بعلاقة مميزة خلال السبعينيات مع جيبوتي  البلد الذي  يبلغ عدد سكانه مليون نسمة و يتميز بميناء يصل بين البحر الأحمر وأثيوبيا  التي يبلغ عدد سكانها  أكثر من 100 مليون نسمة ونظرا إلى تراجع  علاقات التبادل و التجارة  مع جيبوتي منذ ثمانينات القرن الماضي  فإن  مركز الأعمال التونسي الإفريقي  عازم على  إعادة إطلاق هذه الشراكة والتعاون مع بلد في قمة نموه الاقتصادي خاصة أنه  أصبح مركزا مشعا في الشرق الإفريقي بأكمله .
وفي غياب التمثيل الرسمي التونسي في هذا المنتدى الهام جدا حاول بسّام الوكيل رئيس مركز الأعمال التونسي الإفريقي  والوفد المرافق له " سدّ الشغور " الحاصل من خلال جولة من المفاوضات الجدية مع المسؤولين في جيبوتي من أجل تعاون أكبر وأعمق  ولا يشمل  رجال الأعمال الذين سافروا في هذه المهمّة فقط بل يهمّ الإقتصاد التونسي برمّته .
ج – م

التعليقات

علِّق