في ذكرى غرقها، اليوم.. لماذا كانت "تيتانيك" تسير بسرعة كبيرة وما حقيقة "فضيحة المناظير"؟

في ذكرى غرقها، اليوم.. لماذا كانت "تيتانيك" تسير بسرعة كبيرة وما حقيقة "فضيحة المناظير"؟

 

في مثل هذا اليوم14أفريل  من عام 1912، اصطدمت أضخم سفينة ركاب في القرن العشرين، "آر إم إس تيتانيك" بجبل جليدي؛ ما تسبب في غرقها، وموت نحو 1500 شخص كانوا على متنها.

ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن السبب الحقيقي وراء الكارثة التي حدثت في أفريل 1912، لا يزال مجهولا.تقول تقارير: إن السراب حجب الجبل الجليدي الضخم الذي ضرب السفينة، مما جعل من المستحيل اكتشافه في الوقت المناسب.
ولكن لماذا كانت "تيتانيك" تسير بسرعة أكثر من المقدرة لها، وهل لو كانت تسير بسرعة أبطأ بعض الشيء لنجت من مصيرها المشئوم؟

عندما غرقت "تيتانيك"، كانت تشق طريقها في الأطلسي بأشد سرعة يمكنها السير بها تقريبًا، وقد بلغت سرعتها نحو 22.5 عقدة أو 35 ميلًا في الساعة، أي 5.0 عقدة فقط أقل من سرعتها الكاملة البالغة 23 عقدة.
يوم 14 أفريل 1912، انتقلت سفينة تايتانيك "غير القابلة للغرق" وركابها وطاقمها البالغ عددهم 2240 راكبًا من المياه الدافئة إلى المياه الباردة، وكانت قد تلقت بالفعل عدة تحذيرات بشأن الجبال الجليدية في المنطقة.

سفينة "إس إس كاليفورنيا" كانت هي أقرب سفينة إلى تايتاينك عندما وقعت المأساة، لكنها فشلت في التصرف.بينما تم إلقاء اللوم على الطاقم، ولا سيما مشغل الاتصالات اللاسلكية سيريل إيفانز، منذ فترة طويلة لفشلهم في الاستجابة لإشارات الاستغاثة من السفينة، يعتقد مالتين أنهم أيضًا وقعوا في فخ السراب.

المثير أيضا في هذه القصة هو أن "تيتانيك" تلقت تحذيرات عدة من سفن غير "كاليفورنيان"، تحذرها من وجود أعداد هائلة من الكتل الجليدية بالجزء الشمالي للمحيط الأطلسي، منها تحذيرات الباخرة "ميسايا" التي أنذرتها مشددة تجاه خطورة الإبحار ليلًا بسبب ضعف الرؤية، لكن من الواضح أنه تم تجاهل تلك التحذيرات من قسم الاتصالات اللاسلكية، ليضرب القدر ضربته، وربما كانت هناك فرص مغايرة لنجاة "تيتانيك"، وتغيير مسار التاريخ لو تم الانتباه.

ليلة الرابع من أفريل، تولى البحار فريدريك فليت مهمة المراقبة على سطح السفينة العملاقة. وكان "فليت" بحارًا متمرسًا تدرب على متن سفينة تدريب منذ كان عمره 12 عاما.

الطقس في تلك الليلة كان باردًا جدًا في منصة المراقبة أثناء الليل عندما كان فردريك أول من رأى كتلة مظلمة في الماء وأبلغ رؤساءه فورًا بالخطر.. رد الضابط الأول فورًا، لكن الأوان كان قد فات.
كان فريدريك أحد الـ 706 أفراد الذين نجوا من الكارثة، فيما غرق نحو 1517، وقد ذكر لاحقًا في التحقيقات التي أجريت لمعرفة أسباب الحادث، أنه لم يكن يملك منظارًا في متناول اليد.

ربما يبدو هذا السبب عبثيًا، بمعنى أن سفينة عملاقة، بذلك التقدم الكبير تقنيًا وقتهًا، أعوزها بعض المناظير الليلية والتي كانت كفيلة برؤية جبل الثلج الذي أهلكها؟

"فضيحة المناظير"

بالفحص، يتبين لنا أن هناك قصة تشبه التراجيديا الإغريقية، كانت وراء غرق "تيتانيك"، أطلق عليها لاحقا "فضيحة المناظير"... ما الذي حدث؟
يقال إنه قبل انطلاقها من ساوثهامبتون، باتجاه نيويورك في العاشر من أفريل 1912، قام منظمو الرحلة بتغيير الضابط الثاني دافيد بلير بزميله تشارلز لايتولر، الذي تميز بخبرته في مجال الرحلات البعيدة عبر المحيط الأطلسي.

استبعاد دافي بلير من الرحلة دفعه لمغادرة المكان غاضبًا، وهو ما يمكن تصوره أو تفهمه، لكنه في غمرة الغضب هذه، ارتكب الخطأ القاتل الذي سيتذكره التاريخ على مر الأجيال، فقد نسي أن يسلم مفتاح خزانة المناظير لزميله تشارلز لايتولر، وهذا الأخير لم يفكر في البحث عن المفتاح قبل بداية الرحلة، لتنطلق "تيتانيك" إثر ذلك في طريقها لنيويورك في ظروف سيئة حيث حرم المراقبون فوق متنها من المناظير.

مات أكثر من 1500 شخص في واحدة من أكثر الكوارث البحرية التجارية فتكا في التاريخ الحديث ونجا 705 فقط.

التعليقات

علِّق