قامت جمعية قدماء الترجي الرياضي التونسي يوم أمس بحركة نبيلة ومعبّرة اعتبرها البعض " ضربة معلّمية " إذ نظمت حفلا لطيفا لتكريم وجوه رياضية انتمت إلى " الغريم التقليدي " والمنافس اللدود النادي الإفريقي . وقد اختار منظمو الحفل لاعب الإفريقي الراحل لسعد الورتاني ممثلا في زوجته وابنه والمسيّر السابق كمال إيدير ولاعب كرة اليد سابقا عبد الرؤوف بن سمير وزميله منصف الوسلاتي . وكانت أجواء لحفل في غاية اللطف بما يوحي بأن هناك رغبة في إعادة المبادىء الحقيقية للرياضة على غرار التقريب بين الناس وتأطير الشبان وحمايتهم من كافة الانحرافات وأيضا من " أشباه المسؤولين " الذين يقومون من خلال خطاباتهم المتشنّجة والعنيفة بتأجيج مشاعر الكراهية وتحريض الجماهير على العنف  اللفظي والمادي . ولم يستغرب العديد من الناس هذه الحركة بما أنها أتت من جيل كان محظوظا لأنه وجد الرعاية والتأطير من  قبل مسيرين كبار ساهموا في بناء تونس في مجالات مختلفة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا وزرعوا فيهم حبهم لنواديهم  والدفاع عنها على الميادين وزرعوا فيهم خاصة مبادىء الاستقامة والانضباط والتواضع واحترام المنافس بعيدا عن كافة أشكال العنف .
.