في حركة استفزازية غير مبررة : منذر الكبيّر لم يكن " كبير "

في حركة استفزازية غير مبررة : منذر الكبيّر لم يكن " كبير "

 

يبدو ان الكثير من المفاهيم قد تغيّرت في هذا الزمن الذي أصبح كل شيء فيه  يسير في الإتجاه المعاكس . فبعض الفرق التونسية كانت تربطها علاقات تاريخية ممتازة  ولا تتأثر هذه العلاقات بنتيجة مباراة ولا بأي حادث عابر . و نأخذ على سبيل المثال العلاقة التي تربط منذ الأزل بين الملعب التونسي ومستقبل المرسى وهي تعود إلى عقود  من الزمن عاش فيها الفريقان منافسات نظيفة وكانت العلاقات بين اللاعبين والمسؤولين وحتى الجمهور ( وما زالت ) على درجة كبيرة من الرفعة والتقدير والمحبة والإحترام .
ومنذ بضع سنوات بدأت هذه العلاقة تتغيّر بالرغم من أن ما يجمع الفريقين أكثر ممّا يفرّقهما . وفي لقاء الأمس  بملعب المرسى يبدو أن اللاعب بلال بن مسعود أراد أن يحرّك المياه الراكدة من خلال تلك الحركة الإستفزازية التي قام بها إزاء حوالي 20 شخصا من أعضاء الملعب التونسي الذين تمت دعوتهم لحضور اللقاء باعتبار أن جمهور المرسى هو المسموح له فقط بالحضور .
ومهما كانت الحركة التي أتاها بن مسعود فهي في النهاية استفزازية ولا شيء يبرّرها مهما اجتهد الباحثون عن عذر لهذا اللاعب وأوّلهم مدربه منذر الكبيّر الذي من المفروض أن يكون  أوّل من يرفض تلك الحركة وأوّل من يندد بها لكنّه حاول البحث عن عذر للاعبه بالقول إنه استمع طوال اللقاء إلى شتائم صادرة عن " جمهور الملعب التونسي "  والحال أن هذا  الجمهور غير موجود أصلا . وحتى لو فرضنا أن هذا الجمهور سبّ هذا اللاعب وشتمه وأسمعه ما يكره فهل من حقّه أن يردّ الفعل بتلك الطريقة ؟. طبعا لا وقد سمعنا تصريح اللاعب حمدي رويد الذي قال مخاطبا  بن مسعود : " أنت ربحتني على الميدان فمبروك عليك ... ومن حقّك أن تفرح وأن تعبّر عن فرحتك بالطريقة التي تريد لكن أمام جمهورك وليس أمام جمهورنا ...". وهذا طبعا بيت القصيد إذ لا أحد كان سيلوم اللاعب لو أنه عبّر عن فرحته أمام جمهور المرسى . أما أن يستفزّ الملعب التونسي ولاعبيه وأنصاره بتلك الطريقة فهذا غير مقبول وكان على  " الكبيّر " أن يكون كبيرا بالفعل وأن يقولها صراحة إن لاعبه مذنب وإن قرارات فنّية وإدارية تنتظره .
ولعلّ ما يبعث الغرابة في ما يحدث لكرتنا عموما وما حدث بين لاعبي الملعب التونسي ومستقبل المرسى  أن هؤلاء اللاعبين ( من الفريقين ) والعديد من مسؤولي الفريقين أيضا  كانوا ليلة اللقاء يقيمون في نزل واحد وتناولوا الطعام ( والماء أيضا ) في مطعم واحد وفي وقت واحد ولا أحد كان يستطيع أن يلاحظ أن بعضهم ينتمي إلى هذا الفريق وبعضهم إلى ذاك ... فإلى أين تسير كرتنا ؟. نقول هذا بالرغم من أننا ندرك أن علاقة الملعب التونسي ومستقبل المرسى لا يمكن أن تتأثّر بتصرّفات بن مسعود ولا غير بن مسعود .
جمال المالكي  

التعليقات

علِّق