في جولة قادتهم إلى قبلي :عدد من قدماء المنتخب يروّجون لموسم جني التمور وللسياحة االصحراوية.. (صور)

في جولة قادتهم إلى  قبلي :عدد من قدماء المنتخب يروّجون  لموسم جني التمور وللسياحة االصحراوية.. (صور)

"أحلم بجعل مسقط رأسي وسائر قرى ومعتمديات قبلي جزءاً محورياً من خطط التنمية الوطنية. يُنعشُ هذا الأمل روحي ويُشعِلُ رغبتي في مستقبلٍ واعدٍ يُنصف جهتي ويعيد لها حقها في النمو والازدهار. وبينما يستمر الانتظار، أدرك كواحد من أبناء المنطقة أن المبادرة الذاتية وروح التكاتف هما السبيل الأوحد للتطوير الحقيقي، ودون هذا سنبقى حيث نحن."
هكذا حدّثنا منسّق التظاهرة ابن الجهة الصادق التواتي عند حديثنا معه حول مبادرته الأخيرة المتعلقة بتنظيم رحلة سياحية رياضية إلى مسقط رأسه تنبيب التابعة لمعتمدية قبلي الشمالية. 


هذه المبادرة تهدف حسب محدّثنا إلى لفت أنظار السلطات المركزية إلى أعماق تونس، تلك المناطق التي تفتقر إلى العديد من المرافق والخدمات الأساسية والتي تندرج في إطار جهود تعزيز التنمية المحلية وزيادة الوعي بالمناطق الداخلية في تونس، مثل قرى ومعتمديات قبلي، التي تحمل إرثًا ثقافيًا وبيئيًا غنيًا لكنها تعاني من نقص في المرافق والخدمات الأساسية. وقد شكلت الزيارة الأخيرة لقرية تنبيب حدثًا فريدًا جسد الروح التضامنية بين أبناء الجهة ولاعبي المنتخب الوطني السابقين، مما أسهم في دعم السياحة الداخلية والتعريف بالمخزون الثقافي والرياضي للمنطقة.
كما تهدف المبادرة إلى الترويج لموسم جني التمور بمحاولة تسلق اللاعبين للنخيل ومشاركة صغار الفلاحين في عملية الجني، وكذلك إلى تشجيع السياحة الداخلية، لا سيما السياحة الواحية والصحراوية، ودعم المؤسسات الشبابية والرياضية وشبابها ورياضيها في كل الجهات وكانت البداية بمنطقتي جمنة وبازمة، إلى جانب زيارات لمواقع تاريخية كمسجد عقبة بن نافع الذي بناه عام 49 هجري قبل عام فقط من بناء جامعه المعروف بالقيروان عام 50 هجري، وكذلك القرية الحرفية بتِلمين، وصحراء دوز لؤلؤة منطقة نفزاوة حيث انتظمت على شرف الضيوف رحلة سياحية في أعماق الصحراء، حيث يلتقي عبق الصحراء بنسمات الواحات، وتناغم الرياضة والمغامرة في قلب الطبيعة، ليكتمل المشهد بجمال ساحر وروعة لا تضاهى.. 
 وتجسيما لروح التضامن والتازر بين التونسيين منما اختلفت ميولاتهم وقطاعاتهم، حرص وفد اللاعبين الدوليين الذي ضمّ مختار ذويب وعبد السلام عظومة وخالد القاسمي وخالد بدرة وأحمد بورشادة وكمال العزابي والصحبي السبعي وعيّادي الحمروني ورياض البوعزيزي وحسني الزواوي ورياض الجلاصي وهشام النصيبي وزبير السافي، على التحول إلى بلدية القْلعة للقيام بواجب التعزية والمواساة لعائلة المربّي المحترم والفنّان القدير والمحبوب بلقاسم بوقنة وتكريمه وسط أهله وجيرانه.
كما شملت زيارة نجوم المنتخب إلى  قرية تنبيب بتاريخ السبت 2 نوفمبر 2024،  لقاء تعارفيا حواريا مع شباب القرية في مدرسة المنطقة حيث تحدّث اللاعبون الدوليون عن بداياتهم في كرة القدم والصعوبات التي اعترضتهم في حياتهم وفي عالم الجلد المدوّر واسدوا نصائحهم وتوجيهاتهم إلى مواهب القرية حاثين إيّاهم على التسلّح بالعزيمة والثقة والإرادة والحرص على مزيد بذل الجهد دراسيا ورياضيا لتحقيق أهدافهم باللعب في جمعيات معروفة وتقمّص زيّ المنتخب الوطني يوما ما فالحلم جائز ولا يناله إلا من يجتهد ويتعب ويثق في نفسه ويراهن على النجاح .
كما تضمّنت الزيارة جولة في الواحة بواسطة "الكاليس" للاستمتاع بجمال الطبيعة والتعريف بالمناظر الخلاّبة التي يمكن إدراجها ضمن مخطّطات وبرامج وزارة السياحة فيما يتعلّق بالمسالك السياحية فضلا عن متابعة عملية جني التمور والمشاركة فيها وسط حضور جمع غفير من متساكني القرية.
وانتظمت بالمناسبة مباراة ودّية استعراضية على أرضية صلبة غير معشّبة جمعت قدماء المنتخب الوطني بقدماء الزيتونة الرياضية بتنبيب تابعها سكّان المنطقة وسط أجواء فرجوية وعفوية رائعة حضرها النساء والرجال.
وحظيت الزيارة بدعم  وزارة السياحة والصناعات التقليدية بمختلف هياكلها والسلط الجهوية، فقد أسهم دعمها في إنجاح المبادرة وأعطتها زخماً قوياً للترويج للسياحة الداخلية وإبراز المخزون الثقافي والرياضي الثري لمنطقة نفزاوة. كما جسّدت هذه المبادرة التزام أبناء الجهة الذين يفخرون بجذورهم بمساعدة مواهب القرية والجهة، وأرست قيم الانتماء والتضامن بين الشباب والأهالي. 


وأكد الصادق التواتي للشروق أنّه "كمحبّ لجهته وغيور عليها ما هذه المبادرة إلا دليل على أن النهوض بالجهات الداخلية يبدأ من إرادة أبنائها وإيمانهم بقدرتهم على إحداث التغيير. ومع تكاتف الجهود وتواصل العطاء، يبقى الأمل قائماً في أن تتحول هذه الأنشطة إلى حافز يدفع نحو تحقيق التنمية الشاملة، ليعم الازدهار كل شبر من أرض تونس الغالية، راجيا أن تكون الزيارة فاتحة خير على قريته تنبيب وجهته قبلي وخطوة نحو تحقيق التنمية المحلية الجهوية، وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية والمرافق العامة التي تفتقر إليها القرية وشقيقاتها من القرى المجاورة والبعيدة والجهة ككلّ، لتكون انطلاقةً نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وأملاً." 
"وَمَا نَيْلُ المَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلَابَا"

التعليقات

علِّق