في جلسة الجامعة : مهازل وميليشيات واعتداءات ، و" الدكتاتور " يقرّر مصير الكرة في 10 دقائق

في جلسة الجامعة : مهازل وميليشيات واعتداءات ، و" الدكتاتور " يقرّر مصير الكرة في 10 دقائق

 

وسط فوضى عارمة وأجواء متوترة  انطلقت صباح اليوم الجمعة 6 نوفمبر 2015 بضاحية قمرت بتونس أشغال الجلسة العامة الخارقة للعادة للجامعة التونسية لكرة القدم رغم قرار " الكناس " القاضي بتأجيلها .

وشهدت الجلسة حضور عدد كبير من ممثلي النوادي ومن بينهم رياض بالنور عن الترجي الرياضي ورضا شرف الدين وحسين جنيح عن النجم الساحلي ولطفي عبد الناظر عن النادي الصفاقسي  علما بأن أكثر من 60 فريقا قاطع الجلسة احتجاجا على رئيس الجامعة وديع الجريء .
الجلسة التي دارت في أجواء متشنّجة شهدت أيضا مناوشة بين رئيس قرمبالية الرياضية محمود البارودي وعدد من الموجودين داخل القاعة وذلك عندما ألقى  كلمة اتهم فيها رئيس الجامعة وديع الجريء بخرق القوانين ونشر الصراع بينه وبين اللجنة الاولمبية الى بقية اندية كرة القدم .
وقد عمد بعض الموجودين إلى مقاطعة البارودي ومحاولة الاعتداء عليه بدنيا بعد التشويش على كلمته التي وصفهم  فيها " بميسليشيات وديع الجريئ " .
وقبل أن تعمّ الفوضى في المكان خطف رئيس الجامعة الكلمة ليقرر تمرير الفصول للمصادقة عليها من قبل  الأندية الحاضرة . وقد تم التصويت على قرارات هامة ومصيرية وتاريخية للرياضة التونسية في وقت لم يتجاوز 10 دقائق .
الجريئ كان يعرض نص القانون ثم يدعو للتصويت وبعدها بثوان قليلة يعلن أن التصويت تم بالإجماع وسط دهشة الكثير من الحاضرين الذين استاؤوا من طريقة التصويت السريعة .. وقد اعتبر بعض ممثلي الأندية انهم كانوا " شهود زور " على هذه المهزلة باعتبار انهم لم يصوتوا لكن تم التنصيص على ان القوانين مرت بالإجماع على غرار ممثلي نادي حمام الانف ومستقبل وادي الليل وغيرها من الفرق الأخرى التي غادرت غاضبة .
وفي انتظار ما ستفرزه التطورات القادمة والتجاذبات القانونية بين عدد من الجمعيات الرياضية واللجنة الاولمبية من جهة وبين جامعة وديع الجريء من جهة اخرى حول قانونية هذه الجلسة أو عدمها  فإن المؤكد والثابت ان وديع الجريء أعلن اليوم عن " دفن الكناس " وتنقيح قوانين تاريخية للرياضة التونسية في ظرف 10 دقائق فقط وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل الرياضة التونسية .
ويتساءل اليوم العديد من المهتمّين بالشأن الرياضي في تونس إلى أين يمضي رئيس الجامعة من خلال هذه الممارسات التي لم تشهدها حتى البلدان الغارقة في الدكتاتورية ؟. وإلى متى سيظل يصول ويجول بمفرده مكرّسا سياسة الإقصاء والتفرّد بالرأي والقرارات ؟
ولئن ذكرنا أنه " دفن الكناس " ولو بصفة مؤقّتة باعتبار أن الأمل في إعادته إلى رشده من قبل هياكل رياضية دولية أقوى منه  فإن القول إنه شرع اليوم في دفن كرة  القدم التونسية  التي لم تعرف في تاريخها فترة أحلك وأتعس من فترة هذا الدكتاتور الجديد .

شكري الشيحي 

 

التعليقات

علِّق