في جلسة استثنائية لمجس الأمن : تفاصيل مشروع قيس سعيّد المعروض لمكافحة فيروس كورونا
يعقد مجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس أول اجتماع له حول فيروس كورونا وكانت تونس من بين الدول التي بادرت بالدعوة إلى عقد هذا الاجتماع الأممي وأعدت مشروع قرار لعرضه على مجلس الأمن يتعلق بتوحيد الجهود لمكافحة هذه الجائحة، وذلك إيمانا من رئيس الجمهورية بضرورة معالجة هذه الأزمة الصحية العالمية وفق مقاربة جديدة مختلفة عن المقاربات التقليدية.
ويدعو مشروع القرار بالخصوص إلى بذل جهود دولية لمنع تأثير انتشار الفيروس على السلام و الأمن الدولي وخاصة مناطق النزاع وإلى وقف إطلاق نار إنساني عالمي فوري، وإلى اتخاذ تدابير لحماية الفئات الهشة في مناطق النزاع من لاجئين ومشردين ونساء وأطفال وأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، الى جانب حث الدول والجهات الفاعلة للتنسيق خاصة حول إمدادات الإغاثة الإنسانية و أعوان الصحة والحث على التعبئة وتوفير الخبرات التقنية و القدرات الطبية خاصة التشخيص السريع و تدريب أعوان الصحة إلى جانب تبادل الخبرات وغيرها ...
وفي إطار حشد الدعم لهذه المبادرة أجرى رئيس الجمهورية قيس سعيد عدة اتصالات هاتفية مع ملوك ورؤساء دول شقيقة وصديقة وقد لاقت المبادرة التونسية تفاعلا ودعما من قبل جل الدول التي تحادث سعيد مع قادتها وهم ملك اسبانيا فيليب السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني حسن روحاني والإيطالي سارجيو ماتاريلا والجزائري عبد المجيد تبون والملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية والرئيس الموريتاني السيد محمد ولد الغزواني وملك الأردن عبد الله الثاني وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس النيجر محمدو إيسوفو، والملك سلمان (السعودية) والرئيس الالماني ورئيس جنوب افريقيا ومدير عام منظمة الصحة العالمية
وتم التأكيد خلال هذه المكالمات بالخصوص على أن الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى كل دولة تبقى غير كافية بدليل تفاقم العدوى وتصاعد عدد الوفيات حتى في الدول ذات الإمكانيات المادية الكبيرة، كما شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تكون المقاربة المعتمدة لمقاومة جائحة كورونا، مقاربة جديدة تقوم على تدخل الأمم المتحدة لتنسيق الجهود وتوحيدها، لأن الأمم يجب أن تكون بالفعل متحدة في مواجهة خطر يهدد الإنسانية جمعاء بقطع النظر عن الأوطان والحدود.
وقد سجلت رئاسة الجمهورية بكل ارتياح إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن انطلاق خطة أممية لمجابهة جائحة كورونا. حيث اعتبر الأمين العام أن فيروس كورونا يشكل تهديدا للبشرية جمعاء وهو ما يستوجب تضافر جهود كافة الدول للقضاء عليه. كما أقر بأن الجهود التي تبذلها البلدان فرادى من أجل التصدي له لن تكون كافية..
ولاحظت الرئاسة في بلاغ نشرته يوم 26 مارس أن هذا الإعلان يأتي على إثر المبادرة التي أطلقها الرئيس قيس سعيد بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وتقديم مشروع قرار لعرضه على المجلس من أجل البحث عن حلول على المستوى الأممي لمقاومة تفشي جائحة كورونا..
وأوضحت أن مشروع القرار يتضمن بالخصوص دعوة إلى بذل جهود دولية لمنع تأثير انتشار الفيروس على السلم والأمن الدوليين وخاصة في مناطق النزاع، كما يحث الدول والجهات الفاعلة على التنسيق بخصوص إمدادات الإغاثة الإنسانية وأعوان الصحة، فضلا عن دعوة لمنظمة الصحة العالمية لمواصلة دعمها العملياتي للحكومات والشركاء حتى تتمكن من الاستجابة للحاجيات ومن تطوير علاج لهذا الفيروس
وكان رئيس الدولة أكد، منذ بدء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بتاريخ 11 مارس جائحة عالمية، على ضرورة التضامن والتعاون بين مختلف البلدان لمقاومته، ودعا إلى اعتماد مقاربة جديدة تختلف عن المقاربات التقليدية، لأن المسألة تتعلق بالإنسانية جمعاء.
واعتبر لدى استقباله وزير الشؤون الخارجية نورالدين الريّ يوم 16 مارس أنه لا يمكن الحد من انتشار هذا الفيروس إلا بمزيد التنسيق بين الدول.
ومتابعة للأزمة الصحية العالمية المنجرة عن تفشي هذا الفيروس وتطوراتها والبحث عن الحلول الممكنة لها، استقبل الرئيس قيس سعيد يوم الاثنين 16 مارس 2020 بقصر قرطاج، ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس الدكتور
إيف سوتيران Yves Souteyrand
وأكد على ضرورة إيجاد وسائل مبتكرة لمكافحة هذه الجائحة بعيدا عن الطرق والوسائل التقليدية، بما يساهم في الحفاظ على صحة الجميع ويحدّ من انتقال العدوى. وقد أكّد ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس عن دعم المنظمة والأمم المتحدة عموما، لمجهودات تونس الرامية إلى الحد من انشار هذا الفيروس وتقديم كل المساعدات الممكنة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للتونسيين وحمايتهم من هذه الجائحة الخطيرة.
وفي خطاب توجه به إلى التونسيين يوم 17 مارس قال رئيس الجمهورية إن "التضامن لا يجب أن يكون شعارا بل ممارسة فعلية" وطلب من المؤسسات المالية الدولية أن تتفهم الأوضاع التي تعيشها الإنسانية جمعاء، وشدد على أن "الأمم يجب أن تكون متحدة بالفعل لا من أجل السلم والامن الدولي بل من اجل الانسان. واعتبر أن الانغلاق على الذات لا يمكن ان يكون حلا عادلا بل سيبقى حلا مبتورا ناقصا".
ولدى إشرافه يوم الجمعة 20 مارس بقصر قرطاج على مجلس الأمن القومي، دعا إلى اعتماد مقاربة عالمية لتطويق الوباء، وتوجه بالدعوة إلى المنظمات العالمية والامم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات متناسقة مع قرارات الدول. وشدد على وجوب توفر حد أدنى من التنسيق على المستوى العالمي حتى لا يبقى المواطنون عالقين بعد قرار غلق الحدود.
وواصل إلى غاية أمس اتصالاته مع رؤساء الدول لحشد الدعم لهذه المبادرة التي سيتم عرضها يوم غد على مجلس الأمن الدولي.
التعليقات
علِّق