في المكنين : اتصالات تونس تشكو مواطنة لعدم الخلاص والقاضي وبعض المحامين يعلنون موقفا " غريبا "

هذه الرواية التي أكّدها منذ حين المحامي عبد العزيز الصيد على أمواج إذاعة " الجوهرة " ستكون نقطة أمل في هذه البلاد التي قتلها اليأس من كل شيء تقريبا ...و ستكون تجسيدا رائعا لذلك المثل القائل : " ما زال الخير في الدنيا " .
أما التفاصيل فهي عادية ويمكن أن تمرّ في الخفاء لو تعلّق الأمر بوقت آخر وبامرأة أخرى . فقد شهدت قاعة الجلسات بمحكمة المكنين من ولاية المنستير محاكمة " عاطفية " امتزج فيها القانون بالمشاعر ... شركة اتصالات تونس قدّمت شكوى ضدّ امرأة لم تقم بسداد فاتورة الهاتف وتطالب بالخلاص وهذا من حقّها المطلق بقطع النظر عن أي شيء آخر... القاضي الذي ترأس الجلسة اجتهد ولم يكتف ببضعة أسطر تدعى " القانون " ... سأل المرأة وبحث فتنيّن أن هذه المرأة فقيرة إلى درجة العدم ... زوجها مريض ولا يعمل ... وكأن صروف الدهر لم يكفها هذا فابتلتها بمصيبة أشدّ وقعا وأكثر إيلاما من كافة المصائب : ابنها مات منتحرا منذ أيام أو بضعة أسابيع لا غير ... القاضي أخذته شفقة ورحمة بهذه المسكينة التي قالت لو إن لديها المال لما تأخرت عن الدفع ... لم يفكّر القاضي طويلا فأمر برفع الجلسة وأعلن استعداده لتسديد المبلغ نيابة عن المرأة الفقيرة ... ولم يكن المحامون الحاضرون في الجلسة أقل نخوة وعزة من القاضي إذ انخرطوا في عمليّة تضامن واسعة قد لا تسدّد مجرد فاتورة لاتصالات تونس فحسب ... إذ ربما تساهم في تغيير واقع هذه المرأة ... ألم نقل منذ البداية " ما زال الخير في الدنيا " ؟. أما لماذا قلنا في العنوان إن موقف القاضي والمحامين " غريب " فببساطة لأن القسوة بلغت حدّا غريبا في هذا المجتمع ولأن مثل هذا الموقف الانساني النبيل يكاد للأسف ينقرض من عالمنا .
ج – م
التعليقات
علِّق