في الذكرى 91 لليوم الوطني السعودي : قفزة اقتصادية و آفاق واعدة للرؤية التنموية

 في الذكرى 91 لليوم الوطني السعودي : قفزة اقتصادية و آفاق واعدة للرؤية التنموية

لم تكن الإنجازات العظيمة التي جعلت المملكة قوية وشامخة ومهابة  على كافة المستويات  المحلية  والإقليمية  والخليجية  والعربية  والدولية  منذ توحيدها على يد الملك المؤسس العاهل السعودي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود  من باب الصدفة.  فقد كان هناك منحى استراتيجي لتحقيق الرخاء وضمان الأمن والأمان في مهد الحرمين الشريفين وقاطرة العالمين العربي والإسلامي..

وقد برزت إنجازات المملكة العربية السعودية جلية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة  وفي عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود  حيث تم الإعلان عن رؤية السعودية 2030 . وبعدها  تم تدشين مجموعة من المشاريع الضخمة التي تسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات العالمية وتوفير فرص العمل للشباب السعودي  لعل أبرزها "  نيوم "  و" القدية "  والبحر الأحمر  وغيرها من المشاريع.

* رؤية 2030

أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية  أن برامج تنفيذ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 استطاعت تحقيق إنجازات استثنائية وعالجت تحديات هيكلية خلال 5 أعوام .

وكان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قد استعرض ما حققته رؤية المملكة 2030 بعد مرور خمس سنوات منذ إطلاقها  والتي كان تركيزها في أعوامها الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية  وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة  وتمكين المبادرات.

و سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ  ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر. وجاء هذا الاستعراض موزعاً على محاور الرؤية الثلاثة.

واستعرض المجلس أبرز ما تحقق في قطاع الإسكان  حيث ارتفعت نسبة تملّك المساكن لتصل إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل خمسة أعوام  إضافة إلى أن الحصول على الدعم السكني أصبح فورياً بعد أن كان يستغرق مدة تصل إلى 15 سنة قبل إطلاق الرؤية.

وقد أيضا تم إطلاق "التأشيرة السياحية الإلكترونية" التي يمكن الحصول عليها إلكترونيا خلال دقائق بما يُسهّل زيارة الأماكن السياحية في المملكة وآثارها وتراثها.

ويسهم ذلك في تنشيط قطاع السياحة ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي  وتطوير وجهات سياحية عديدة ومتنوعة  وتوليد فرص عمل لأبناء وبنات الوطن  مما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نمواً في العالم  حيث سجّل نموًّا بنسبة 14%.

وفي إطار تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشهيرة  ونجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها تم إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعيّة - بحضور ما يزيد عن  46 مليون زائر حتى عام 2020 - أدت إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1000 شركة مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020.

وعلى صعيد آخر تصدرت المملكة الإنتاج العالمي  في تحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة  حيث بلغت 5.9 ملايين م3 يوميًّا في عام 2020.

ويضاف كل هذا  إلى ما شهدته الفترة نفسها من الإعلان عن مشروعات عملاقة للمحافظة على البيئة وأحدثها مبادرتا "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتان تهدفان إلى رفع الغطاء النباتي  وتقليل انبعاثات الكربون  ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي  والحفاظ على الحياة البحرية.

و لا تخفى الإنجازات في مجالات استحداث وظائف للمستقبل ودعم الابتكار  عبر دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة كأحد أهم محركات النمو الاقتصادي وأبرزها تقدم المملكة للمرتبة الـ12 في مؤشر توفّر رأس المال الجريء في تقرير التنافسية العالمية 2020 إضافة إلى تحقيق المملكة المركز الثالث عالمياً في مؤشر حماية أقلية المستثمرين. كما تقدمت المملكة في تقرير التنافسية العالمي 2020  إلى المرتبة  24 عالمياً وقد كانت في المرتبة 39  في عام 2018.

* صنع في السعودية

و سجل تسارع في نمو نسبة الناتج المحلي غير النفطي من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 59% في عام 2020 بعد أن كانت 55% في عام 2016.

و ارتفعت الإيرادات غير النفطية لتصل إلى 369 مليار ريال في عام 2020 بعد أن كانت 166 مليار ريال في عام 2015 بنسبة زيادة وصلت إلى 222% بينما زاد عدد المصانع بنسبة 38% ليصبح 9,984 مصنعًا مقارنة بـ7,206 مصانع قبل إطلاق الرؤية.

وتزامن ذلك مع إطلاق مبادرات رائدة منها: إطلاق برنامج "صنع في السعودية"  وإطلاق برنامج "شريك"  لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي  وإنشاء بنك التصدير والاستيراد  وإطلاق نظام الاستثمار التعديني.

فضلا - في مجال الاقتصاد الرقمي- عن المبادرات التي وضعت المملكة في المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين  وتحقيق المركز الأول عالميا في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس وتغطية ما يزيد عن  60% من المدن الرئيسة و45% من المدن الأخرى عبر نشر أكثر من 12 ألف برج يدعم تقنية الجيل الخامس وتحقيق المرتبة السادسة ضمن المجموعة العشرين في المؤشر العالمي للأمن السيبرني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات  والتوسع في تغطية شبكة الألياف الضوئية حيث غُطي 3.5 ملايين منزل في المناطق الحضرية بشبكات الألياف الضوئية في عام 2020م  بعد أن كانت 1.2 مليون منزل في عام 2017م.

ويضاف إلى ذلك جذب أكبر استثمارات التقنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصفقات تجاوزت 6 مليارات ريال في قطاع الحوسبة السحابية.

وفي ما يتعلق بمجال توطين الصناعات العسكرية  استطاعت المملكة العربية السعودية  رفع نسبة التوطين في القطاع لتصل إلى 8% مع نهاية عام 2020  بينما أطلق برنامج تراخيص مزاولة أنشطة الصناعات العسكرية بالترخيص لنحو 91 شركة محلية ودولية بواقع 142 ترخيصاً تأسيسياً  لأول مرة في تاريخ المملكة.

وتتميز المرحلة التالية من رؤية المملكة 2030 بالاستمرار في تطوير القطاعات الواعدة والجديدة  ودفع عجلة الإنجاز في تنفيذ برامج تحقيق الرؤية  للإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي  ودعم المحتوى المحلي  للرفع من إسهامه في التنمية الاقتصادية في المملكة  وتسهيل بيئة الأعمال  إضافة إلى مزيد من تعزيز دور المواطن والقطاع الخاص في تحقيق الرؤية  من خلال مزيد من التمكين لتوظيف القدرات واستثمار الإمكانات لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم.

* تفوق اقتصادي

وعلى المستوى الاقتصادي من حق السعوديين أن يشعروا بالفخر  لاسيما أن السعودية تحتل المركز الـ19 بين أكبر اقتصادات العالم  والـ16 بين دول مجموعة العشرين  خلال سنة 2021  وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي  استناداً إلى الأسعار الجارية  حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 3.02 تريليون ريال «805 مليارات دولار»  أي أن الاقتصاد السعودي يشكل نحو 0.9 في المائة من الناتج المحلي العالمي المتوقع بلوغه 93.86 تريليون دولار في 2021  وذلك استناداً إلى بيانات صندوق النقد الدولي  ومجلة «فوربس» العالمية  ورصد صحيفة «الاقتصادية» السعودية.

وبالتالي تصبح السعودية أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وتحتل بجدارة المركز الأول بين أكبر الاقتصادات العربية في 2021. وقد حقق الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً إيجابياً بما يؤكد التعافي من جائحة كورونا (كوفيد19)  بنسبة قدرها 1.5% في الربع الثاني من عام 2021  مقارنة بنفس الفترة من عام 2020  وفقاً للهيئة العامة للإحصاء  في السعودية.

ولقد استطاعت السعودية التغلب على آثار جائحة «كورونا»  على المستوى الداخلي. كما أنها سجلت نجاحاً باهراً في تنظيم الحج خلال الجائحة  في حين تم تسجيل أداء 10 ملايين شخص للعمرة منذ عودتها التدريجية  وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة  وهو ما يحسب لها  في ظل تحديات الجائحة عالمياً.

ولعل أبرز الإنجازات ما تحقق بشأن النزاهة ومكافحة الفساد  بقيادة ولي العهد السعودي  الذي تحدث عن مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد  التي بلغت 247 مليار ريال في 3 سنوات وتمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية  بالإضافة إلى أصول بعشرات المليارات.

* المرأة السعودية في القيادة

صدر في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين العديد من الأوامر والقرارات الداعمة للمرأة والتي تعزز مكاسب المرأة السعودية محليًّا ودوليًّا  منها زيادة تمثيل المرأة السعودية في مجلس الشورى  الأمر الذي يعكس حجم الثقة التي أولتها القيادة لها  حيث يتكون المجلس من 150 عضوًا من بينهم 30 امرأة بنسبة 20% من إجمالي الأعضاء  إضافة إلى تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان  بما يمثل نصف أعضاء المجلس.

وقد تم تعيين حنان الأحمدي في منصب مساعد رئيس مجلس الشورى لتصبح بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب في المملكة.

* مناصب دبلوماسية

وتؤدي المرأة السعودية في المملكة دورًا تنمويًّا ومحوريًّا في رؤية 2030 وضعتها في المقدمة. ولم يكن بمستغرب أن تحصل بإمكاناتها العلمية وثقة وطنها بها على مناصب دبلوماسية مميزة لم يسبق  أن تربعت عليها من قبل. وكانت البداية بتعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة المملكة في الولايات المتحدة  وأيضًا تم تكليف كل من الدكتورة أمل بنت جميل فطاني ملحقًا ثقافيًّا في المملكة المتحدة  والدكتورة فهدة بنت عبد العزيز آل الشيخ ملحقًا ثقافيًّا في إيرلندا و كلفت الدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري قائمةً بأعمال الملحق الثقافي في المملكة المغربية  وشغلت أحلام بنت عبد الرحمن ينكصار منصب مدير عام في وزارة الخارجية.

وشهد الهيكل الجديد لوزارة العدل دخول العنصر النسائي لسلم الوزارة بشكل رسمي  وذلك عبر استحداث إدارة نسائية للمرة الأولى في تاريخ الوزارة  حيث تم إسناد عدد من مهام "كتاب العدل" إلى النساء عبر ترخيصها لـ 57 امرأة للقيام بخدمات التوثيق على مدار الساعة  أسوة بعدد من زملائهنّ الموثقين.

واستطاعت المرأة السعودية أن تصل لمنصب "مساعد الرئيس العام" الذي يعد أعلى منصب قيادي نسائي في تاريخ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى جانب مناصب قيادية نسائية أخرى تشمل وكيلات الرئيس العام  ووكيلات مساعدات في مختلف التخصصات التطويرية. وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس قد أصدر قرار استحداث منصب وكالة مساعدة لتمكين المرأة السعودية . وتم تتويج 20 سيدة من الحاصلات على درجتي الماجستير والدكتوراه وتقليدهنّ في مناصب قيادية عليا في الرئاسة.

* أول دوري نسائي

وتشهد الرياضة النسائية في السعودية ازدهارًا كبيرًا خصوصًا في الآونة الأخيرة  حيث ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية عبر الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 150 في المائة. وتمارس الفتاة السعودية اليوم مختلف الألعاب الرياضية  مما أجبر الاتحادات الإقليمية والدولية على فتح المجال للمرأة السعودية للمشاركة عبر وزارة الرياضة في بطولاتها.

ولعل إطلاق أول دوري نسائي في السعودية لكرة القدم لتشكيل أول منتخب وطني للسيدات من أبرز إنجازات المرأة السعودية في الرياضة.

وفتحت وزارة الدفاع باب القبول للمرأة السعودية للالتحاق بالوظائف العسكرية برتب (جندي أول - عريف - وكيل رقيب - رقيب) . وقد أتيحت  للمرأة السعودية مجالات عسكرية بعد رؤية السعودية  ووجدت في مختلف القطاعات  على غرار : الحرس الملكي والمرور  وأمن الطرق  وشرطة المناطق  وأمن الحج. كما فتحت وزارة الدفاع قطاعات القوات المسلحة بفروعها الأربعة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي لها.

التعليقات

علِّق