في الذكرى 91 لليوم الوطني السعودي : ترسيخ للعلاقات الثنائية واستجابة ملكية لنداء القيادة التونسية

في الذكرى 91 لليوم الوطني السعودي : ترسيخ للعلاقات الثنائية واستجابة ملكية لنداء القيادة التونسية

تحيي المملكة العربية السعودية الشقيقة اليوم الخميس الموافق لـ 23  سبتمبر 2021 الذكرى 91 ليومها الوطني المجيد.. وهي مناسبة هامة يقف فيها السعوديون وهم يرفعون شعار " هي لنا دار " على حجم الإنجازات الباهرة التي جعلت من مملكة الإنسانية قوة اقتصادية ضاربة فيما يكون المجال سانحا لاستحضار عمق الروابط الأخوية الراسخة.  فعند الشدائد تعرف الدول المتضامنة ناهيك عما يسجل من تناغم لافت بين القيادة التونسية والسعودية الحاكمة في وقت كم نحتاج فيه إلى دعم التجربة الديمقراطية الناشئة ومن يهوّن علينا بوقفته الشامخة هول الجائحة وآثارها البائسة..

تمثل العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية حجر زاوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها.  ويعتز البلدان بما يحققه كل منهما من تطور ونماء تعزيزًا على ما بني تاريخيًا من أواصر الأخوة وعلاقات للتعاون بين قيادات المملكة وتونس.

وترتقي العلاقات السعودية التونسية بأهميتها إلى مصاف العلاقات التاريخية المتجذرة  ذلك لما للمملكة وتونس من ثقل تاريخي في العالمين العربي والإسلامي  حيث يحرص البلدان في كل لقاء يجمعهما على زيادة تفعيل آليات التعاون وتعزيز العلاقات تماشيًا مع النهج نحو إرساء علاقات طيبة بينهما.

وتعتبر العلاقات التونسية السعودية ضاربة في عمق تاريخ البلدين. فلقد قام الزعيم الحبيب بورقيبة بجولات دولية بين سنة 1948 و 1951كان الهدف منها تدويل القضية التونسية وجمع المال للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي. وقد استقبل جلالة الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمان آل سعود الملقب بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها في سنة 1951 أي قبل وفاته بسنتين زعيم الحركة الوطنية التونسية الحبيب بورقيبة رفقة المرحوم محمد المصمودي الذي أصبح وزير خارجية تونس بعد الاستقلال تحديدا سنة 1970 بعد أن تقلد مناصب عدة في الدولة التونسية.

وقد قدم الملك عبد العزيز آل سعود للحبيب بورقيبة أثناء هذه الزيارة دعما معنويا وكذلك ماليا لا بأس به كان منطلقا لتسليح الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي ودعم جيش التحرير.

* اتصالات متبادلة بين الرئيس سعيد والملك سلمان

ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود   مقاليد الحكم وهو يواصل ما سارت عليه المملكة من سعي لتعزيز أُطر التعاون في مختلف المجالات والوقوف مع تونس والتونسيين بشكل خاص.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد  تلقّى بتاريخ 20 أوت 2021  اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي بارك الخطوات التي أقدم عليها رئيس الجمهورية  وجدّد التأكيد على دعم المملكة العربية السعودية لتونس في كافة المجالات وحرصها على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي وتقديم دعم صحي إضافي.

وتوجّه رئيس الدولة بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته النبيلة بمواصلة دعم جهود تونس في مواجهة جائحة كوفيد-19  التي رسّخت روابط الأخوة الصادقة وقيم التآزر والتضامن القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وفي شهر جويلية المنقضي أعلن "مركز الملك سلمان للإغاثة" عن انطلاق جسر جوي إلى تونس  محملا بأجهزة ومواد طبية كمساعدات لمكافحة تفشي وباء كورونا هناك.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" في وقت سابق بأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمر بدعم تونس بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية  وتأمين مليون جرعة من لقاح كورونا  بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا هناك.

وبتاريخ 26 أوت الماضي وصلت إلى بلادنا  طائرة شحن إغاثية سيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحمل على متنها 608 آلاف جرعة من لقاح أسترازينيكا إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتمثل الدفعة الأولى من اللقاحات للإسهام في مكافحة آثار جائحة كورونا  استجابة لطلب الرئيس قيس سعيّد الذي أبداه خلال مكالمته مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع.

* جهود موصولة لسفير خادم الحرمين الشريفين

وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر  حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين على الوقوف إلى جانب تونس وإمدادها بما تحتاجه من دعم صحي في مواجهة جائحة كورونا.

وأكّد أن موقف المملكة تجاه شقيقتها تونس واجب  يحتمه الدين الحنيف وأخلاقنا الإنسانية والروابط الوثيقة التي تجمع قيادتي البلدين الشقيقين  مشيرا إلى حرص المسؤولين في المملكة على تأمين وصول جميع المساعدات التي كان قد وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى تونس.

وتجسد هذه المبادرة الوجه الإنساني الحضاري المعهود للمملكة وتعكس عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين قيادتي البلدين.

وتلقّت بلادنا في غرة سبتمبر الجاري دفعة جديدة من المعدّات الطبية ومكثّفات الأكسجين التي منحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة لبلادنا في إطار مواصلة دعم جهودها في التصدي لجائحة كوفيد-19.

وجددت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها الإعراب عن فائق الشكر وبالغ الامتنان للمملكة العربية السعودية على وقوفها الثابت مع تونس في هذا الظرف الوبائي الصعب ومواصلة المدّ التضامني النبيل الذي سيعزز روابط الأخوة والتآزر بين الشعبين الشقيقين.و يوم 18 سبتمبر الفائت قام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس  الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر  بتسليم المساعدات الطبية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدولة تونس  وشملت  أجهزة مولدات الأكسجين عالية الأداء  في توفير الأكسجين لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية.

وكانت طائرة تحمل 2.000 أسطوانة أكسجين طبي  تمثل الدفعة الأولى من الأكسجين ومستلزماته  تم تأمينها عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية  وصلت إلى تونس خلال الأسبوعين الماضيين  وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

ويذكر أن خادم الحرمين وجه في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية  بدعم تونس بشكل عاجل بالأكسجين الطبي ومستلزماته. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبد الله الربيعة آنذاك  أن هذه المساعدات الإضافية تشمل 3000  أسطوانة أكسجين  و 5  مولدات أكسجين لخمسة مستشفيات تونسية  وتأمين حاويات لنقل  200  طن من الأكسجين السائل  بالإضافة إلى تأمين المستلزمات الخاصة لدعم الأكسجين  مشيراً إلى أن المركز شرع في تأمين ونقل الدفعة الأولى من هذه المساعدات.

وشكر الرئيس   قيس سعيد في اتصال هاتفي  قبل فترة   ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  على الدعم الذي تقمه بلاده إلى الجانب التونسي بهدف القضاء على وباء فيروس كورونا المستجد.

ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية التونسية الرسمية على "فايسبوك" آنذاك بيانا حول الاتصال أشارت فيه إلى أن هذه المحادثات كانت بمثابة " فرصة لاستعراض روابط الأخوة التاريخية القائمة بين البلدين".

ونوه البيان بأن هذه المحادثات تؤكد أيضا على " الإرادة المشتركة (لدى البلدين) في مزيد تطوير علاقات التعاون الثنائي المتينة والارتقاء بها إلى أعلى المراتب خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين".

التعليقات

علِّق