في الذكرى 3 لتأسيسه : هل تجاهل نداء تونس مشاعر التونسيين ؟

مرت أمس الذكرى الثالثة لتأسيس حركة " نداء تونس " وقد قيل الكثير عن الطريقة التي تم بها إحياء هذه الذكرى بين منتقد للطابع الإحتفالي الذي لا يتناسب مع ما تعيشه البلاد عموما وما عاشته بالخصوص في الأيام الثلاثة الأخيرة بين عمليات إرهابية غادرة وحادث من أسوأ ما حصل في تاريخ البلاد وبين من يجيزون الإحتفال بالذكرى باعتبار أن الأمور مبرمجة منذ مدة .
وبالطبع لا أحد ينكر على نداء تونس حقه في إحياء ذكرى التأسيس خاصة أن الفترة التي تفصل التأسيس عن الوصول إلى الحكم فترة وجيزة جدا مقارنة بأحزاب أخرى لها عقود من الزمن ولم تحقق حلمها في الوصول إلى السلطة . لكن ما يمكن مناقشته هو طريقة إحياء الذكرى . فقد صادف أن مرت البلاد بفترات حالكة السواد وبالذات يوم أمس حيث حصد حادث المرور اللعين أرواح ما لا يقلّ عن 18 شخصا بينما جرح أكثر من 72 آخرين . وفي مثل هذه الحالات تلغى عادة كافة مظاهر الإحتفال ويمكن الوصول حتى إلى إعلان الحداد في البلاد . ومن هنا يجد من لام نداء تونس حججا يستند عليها . وحتى من قالوا إن الأغاني التي أداها الفنانون المدعوون ذات صبغة " شبه وطنية " على غرار " الخمسة اللي لحقوا بالجرّة " أو " بني وطني " فهم لم يقنعوا لأنه لا يوجد تفسير واحد لفتاة أو امرأة ترقص على أغنية " الخمسة اللي لحقوا بالجرة " ولا يوجد أيضا تفسير يدعم القول إن أغنية " إرضى علينا يا لمّيمة رانا مضامين " أغنية " شبه وطنية " ...
ومهما يكن من أمر ودون الدخول في المزيد من التفاصيل نقول مرة أخرى إن من حق " الندائيين " أن يحيوا ذكرى تأسيس حركتهم لكن كان عليهم أن يراعوا مشاعر مواطنين تونسيين سطا الإرهاب والأقدار على أرواحهم خاصة أن الحركة التي تحيي ذكرى تأسيسها هي الآن في الحكم ... ويجب أن تكون القدوة والمثال .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق