في إطار مساعي مؤسسة قطر لتعزيز جهود الابتكار في المنطقة : 5 طلاب جامعيين تونسيين يشاركون في أول نسخة من برنامج الأكاديمية العربية للابتكار

اختتم عدد من رواد الأعمال الطموحين من تونس مشاركتهم في الأكاديمية العربية للابتكار التي عُقدت في الدوحة، قطر، وهي عبارة عن برنامج تدريبي مكثّف استمر لمدة 10 أيام، نظمته واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، بالشراكة مع الأكاديمية الأوروبية للابتكار.
وأتاحت النسخة الأولى من هذا البرنامج التدريبي الرائد، الذي عُقد خلال الفترة من 31 ديسمبر 2017 حتى 11 يناير 2018، فرصةً رائعةً لأكثر من 100 شاب طموح من الطلاب الجامعيين ورواد الأعمال الشباب القادمين من مختلف أنحاء العالم العربي، ومن بينهم 5 من طلاب الجامعات التونسيين، لتطوير مشروعاتهم التكنولوجية الجديدة. وتحت إشراف موجهين رائدين من مؤسسي الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا، خاضت الفرق، التي لم يلتق أعضاؤها مع بعضهم من قبل، تحديًا يتمثل في تحويل الفكرة إلى شركة ناشئة قابلة للحياة في ظرف أسبوعين فقط من العمل الجماعي المكثف.
وطوال فترة الأكاديمية العربية للابتكار، حصل الطلاب المشاركون من جامعات في الجزائر، ولبنان، وسلطنة عُمان، وتونس، والمغرب، والأردن، وقطر على فرصة للاستفادة من شبكة عالمية واسعة من الخبراء الرائدين في مجال ريادة الأعمال التكنولوجية، الذين أطلعوهم على أدوات وأساليب الإبتكار التي طورتها جامعات وشركات رائدة، من بينها جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة ستانفورد، وشركة جوجل، ومجموعة أماديوس لتقنية المعلومات، إلى جانب واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
يقول الطالب عصام المعلا، الذي يدرس تخصص الهندسة في المدرسة التونسية للتقنيات: "علّمتنا الأكاديمية العربية للابتكار كيفية توسيع نطاق الشركات الناشئة، والعمل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص الذي أضافوا قيمة فريدة إلى فريقنا. وقد كانت الكلمات الرئيسية التي كنا نتابعها مع بداية كل يوم مفيدة لنا بشكل كبير، لأنها تحدد طبيعة المهام التي سنقوم بها في ذلك اليوم، وقد ساعدتنا كثيراً على التقدم في تطوير منتجاتنا". ويختم المعلا بالقول: "تدرك من خلال المشاركة في الأكاديمية العربية للابتكار أن كل شيء ممكن. خلال هذين الأسبوعين، تعلمت أموراً رائعة من الموجهين الذين ساعدوني بخبراتهم الواسعة في صقل مهاراتي على مختلف المستويات للتطوير التكنولوجي".
وبالإضافة إلى تعزيز مهارات المشاركين، ورؤاهم، وتصميمهم على طرح التقنيات القادرة على إحداث الفارق في السوق، ساهم البرنامج في إنشاء شبكة جديدة وحيوية تضم أكثر من 150 ناشطًا دوليًا من أصحاب الرسالات، من بينهم طلاب، وموجهين، ومتحدثين، في إطار التزام دولة قطر بإطلاق قدرات الإنسان، وعزمها على أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار يمكن أن تساهم جهوده في تحقيق الفائدة للمجتمع المحلي، والعالم على نطاق أوسع.
وقال الدكتور ماهر حكيم، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: "يُبدي رواد الأعمال الشباب في مجال التكنولوجيا الذين شاركوا في النسخة الأولى من الأكاديمية العربية للابتكار اهتمامًا كبيرًا بمنطقتنا، حيث أظهروا حماسهم والتزامهم بالمساعدة في وضع حلول للتحديات التي تواجه المنطقة، وهم يعملون الآن كسفراء عالميين لدولة قطر والعالم العربي، عبر بناء جسور تواصل بين المجتمعات والثقافات من خلال الابتكار".
وأضاف: "التغيير الأكثر أهمية الذي رأيناه في سلوك هؤلاء الشباب خلال الأكاديمية العربية للابتكار يتمثل في أنهم بات لديهم الآن عقلية مختلفة ترتكز على التعاون، والإبداع واحترام التنوع والتواصل الصريح والمفتوح. وقد أزال هؤلاء الشباب الغموض عن ماهية الابتكار عبر إدراك أنه لا توجد أسرار مخفية في قصص نجاح الشركات الرائدة مثل جوجل وأوبر، ولكن هناك ببساطة أدوات وعمليات بسيطة تسهّل من إمكانية تحقيق النجاح، إذا اتبعت على نحو صحيح من قبل أشخاص يتمتعون بآلية التفكير الصحيحة. ويشكل هؤلاء الشباب الآن، برفقة كل فرد مشارك في مسيرة الأكاديمية العربية للابتكار، جزءًا من شبكة أصدقاء عالمية تمثل نقطة الانطلاق لجهود الابتكار".
واختتم تصريحاته قائلًا: "ما حققناه من خلال الأكاديمية العربية للابتكار يتمثل في مساعدة الشباب على تعزيز ثقتهم بأنفسهم ليس فقط في قدراتهم على أداء الأمور التي لا يمكن لأشخاص آخرين فعلها، ولكن أيضًا من خلال التأكيد على أن بمقدورهم تحقيق مساهمات إيجابية لعالمنا".
وفي جلسة العرض الكبرى التي أقيمت في نهاية الأكاديمية العربية للابتكار، عرض المشاركون أفكار الشركات الناشئة التي طوروها من الصفر خلال البرنامج على مستثمرين وخبراء من جميع أنحاء العالم.
وتجاوز الأثر الذي حققه برنامج الأكاديمية العربية للابتكار حدود المشاركين، حيث يقول فلورنت ديسوزا، موجّه التسويق في الأكاديمية العربية للابتكار: "لقد تمت دعوتي للمشاركة كموجه، والإشراف على مجموعة من رواد الأعمال الموهوبين الشباب لتقديم أفكار مبتكرة، والتعلم من خلال برنامج على شكل مخيم تدريبي، وهو باعتقادي تجربة فريدة من نوعها بالنسبة للكثير من المشاركين. وخلال مساعدتي للشباب في أفكارهم التسويقية، كنت معجبًا كثيرًا بحسهم الريادي العالي، وحرصهم على التعلم، فقد تفهموا بالكامل نموذج إطلاق الشركات الناشئة. كما كان من الرائع رؤية كيف تعكس الأفكار المحلية والإقليمية التي طُرحت أثناء الأكاديمية العربية للابتكار الروح الحقيقية لمؤسسة قطر، ودولة قطر، وعملها من أجل بناء اقتصاد متنوع".
وتلت جلسة العرض الكبرى تنظيم ندوة خاصة من سلسلة ندوات "تكنوفيت"، حيث شارك رافي بلاني، الشريك المؤسس والشريك الإداري لـ Alchemist Accelerator - وهي شركة رائدة في تسريع تطوير التكنولوجيا مقرها في وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب علي كارابي، المدير العام لـ 212 - وهي شركة في مجال الاستثمارات الرأسمالية مقرها إسطنبول بتركيا، في حوار إلى جانب الدكتور ماهر حكيم، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، لمناقشة موضوع "الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". واختُتمت فعاليات الأكاديمية العربية للابتكار بتنظيم حفل ختامي حضره أفراد مجتمع ريادة الأعمال التكنولوجية في قطر، بما في ذلك الشركات العاملة بحاضنة الأعمال، والشركات المقيمة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، الذين أُتيحت لهم الفرص للتواصل مع المشاركين، والموجهين، والمستثمرين، وغيرهم من الحضور.
وعلّق الدكتور حمد الإبراهيم، النائب التنفيذي لرئيس قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، بالقول: "لقد وفّر لنا التعاون مع الأكاديمية الأوروبية للابتكار فرصة رائعة لتقديم هذا البرنامج لريادة الأعمال الذي تحتاجه المنطقة. ونحن نتطلع، خلال السنوات القادمة، إلى توسيع الأكاديمية العربية للابتكار، مع الاستمرار في تقديم الدعم والتوجيه لرواد الأعمال الطموحين لدفع عجلة الابتكار الإقليمي".
وتحدث السيد ألار كولك، رئيس الأكاديمية الأوروبية للابتكار قائلاً: "كما نعلم، يختلف الابتكار بين القادة والمرؤوسين. فإذا كنت ترغب في تحقيق النجاح، سيكون عليك التفكير في اتباع مسارات جديدة. فالابتكار لا يتحقق عبر تقليد نجاحات الآخرين، بل يحققه أولئك الذين يختارون المخاطرة من أجل إيجاد شيء جديد تمامًا. لقد خطت الأكاديمية العربية للابتكار خطوة نحو المستقبل، حيث تساهم هذه الفرق الـ30 من 27 دولة في صنع مستقبل المنطقة. لقد اختبروا بعضًا من أهم جوانب حياتنا، بداية من مستقبل الغذاء، والرعاية الصحية، وصولًا إلى الخدمات اللوجستية والتعليم. ولم يخش رواد الأعمال هؤلاء من الإبحار بعيدًا عن الموانئ الآمنة. بل كانت لديهم الثقة الكافية لإنشاء اقتصاديات جديدة ستحل محل الاقتصاديات القائمة خلال السنوات القادمة. وسيقود كل من الطموح والثقة عجلة الابتكار في المنطقة العربية".
وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية الأوروبية للابتكار هي أحد أكبر برامج ريادة الأعمال المكثفة في العالم، حيث تقدم الدعم والتوجيه المناسبين لرواد الأعمال الناشئين من مختلف أنحاء العالم لإطلاق شركاتهم الناشئة خلال 15 يومًا فقط.
التعليقات
علِّق