في أضعف مشاركة تونسية في البطولة العربية : إلى أين سنذهب بهذا المستوى ؟

في  أضعف مشاركة  تونسية في  البطولة العربية : إلى أين سنذهب بهذا المستوى ؟

 انتهت مثلما نعلم جميعا مشاركة أنديتنا التونسية في البطولة العربية التي تحتضنها السعودية بخيبة لا مثيل لها في تاريخ هذه المسابقة العربيّة. فلأول مرّة يخرج ممثّلونا جميعا من الدور الأول محققين أسوأ النتائج ... عاجزين عن تحقيق أحلام جماهيرهم حتى في المرور إلى الدور الثاني على غرار الترجّي الذي عجز عن تسجيل هدف وحيد يطير به إلى الدور الثاني عوضا عن الشرطة العراقي الذي تأهّل برصيد نقطتين فقط وهي سابقة أيضا لم تحصل في تاريخ المسابقة.

وبما أن أنديتنا  لم تحصد في هذه المشاركة إلا الخيبة المرّة فإنه يتحتّم علينا أن نعيد النظر في أمور كثيرة لعلّنا نستفيق من أضغاث أحلام الماضي ونعيش واقعنا الذي يتطلّب منّا الكثير من الواقعية و " التواضع " كي نفهم أين نحن بالضبط على الخارطة الكروية العربيّة:

- في الوقت الذي عمل فيه الخليجيّون على تطوير كرتهم ومستوى كرتهم وأنفقوا من أجل ذلك الأموال الطائلة وشيّدوا أفضل الملاعب والتجهيزات وجلبوا أسماء عالمية للاستفادة من وجودهم إلى جانب لاعبيهم المحليين ...بقينا نحن نلوك " غناية " قديمة يقول أصحابها بتفاخر: "  أحنا علّمناهم  الكورة ".

- صحيح أننا ساهمنا في تطوير الكرة في الخليج عموما من خلال لاعبينا ومدرّبينا خاصة لكن ما لم يقتنع به  بعضنا اليوم هو أن التلاميذ تجاوزا أساتذتهم وأصبحوا في مراتب أعلى بكثير منهم ...أتدرون لماذا ؟... لأن " الأساتذة " تجمّدت أفكارهم منذ عقود ولم يقبلوا بقانون التغيّر في هذا الكون ... فبقوا بعنادهم ومكابرتهم الكاذبة جامدين في نفس المكان.

- إذا كانت أنديتنا الثلاثة غير جاهزة لخوض هذه البطولة التي تضمّ مثلما نعلم أقوى الفرق العربية فلماذا ذهبت أصلا وتكبّدت مشقات  السفر أصلا ؟؟؟.

- إذا كان هذا مستوى أنديتنا الثلاثة التي تعتبر  من أفضل ما عندنا في الموسم الماضي فهل نأمل مستقبلا في الفوز بأي لقب عربي أو إفريقي ؟.

لقد حان الوقت لنستفيق من أحلام الماضي وننظر إلى حقيقتنا الرياضية ( ليس في كرة القدم فقط بل في كافة الرياضات الجماعية ) بكل تجرّد ونعمل على تدارك الأمور قبل أن  يصبح الفارق بيننا وبين الأندية التي " علّمناها الكورة " أكثر من 100 سنة ضوئيّة ...

إن الكثير من الأمور تحتاج مراجعة جذرية على غرار نظام بطولتنا وملاعبنا التي يصلح أغلبها لكل شيء إلا للعب كرة القدم ... وتحكيمنا الذي يعاني منذ عشرات السنين من نفس العلل والأمراض المزمنة ... وانتدابات اللاعبين الأجانب الذين يتّضح دائما أن أغلبهم ليس له مكان حتى في " رياضة وشغل " ...والتسيير الرياضي ...وقانون الجمعيات ...وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن لكرتنا أن تتطوّر بدونها.

ولا بأس في هذا الإطار أن نقلب الآية فنصبح " تلاميذ " نتعلّم ونأخذ من الخليجيين تجاربهم التي جعلتهم ناجحين بشرط أن نتخلّى عن الكبرياء الزائف وعن العناد الفارغ.

وفي الختام لا بأس من التذكير بأن ما يوجع القلب في ما حصل اليوم هو أنديتنا  التونسية تأتي في المرتبة الثانية بعد الأندية السعودية في الفوز بلقب البطولة العربية (الأندية التونسية : 7 مرات : الترجي 3 - النادي الصفاقسي 2 - النادي الإفريقي 1 - النجم الساحلي1)  بينما فازت الأندية السعودية  بهذا اللقب  8 مرات  ( الهلال - الشباب - الاتفاق 2 لكل فريق ) - الاتحاد - الأهلي ( 1 )... ثم تأتي الأندية الجزائرية  ( 4 ألقاب ) والأندية العراقية  ( 4 ألقاب ).

جمال المالكي

التعليقات

علِّق