فنلندا تنظم رسميا إلي حلف الناتو و "بداية عهد جديد" في الأمن الغربي

فنلندا تنظم رسميا إلي حلف الناتو و "بداية عهد جديد" في الأمن الغربي

انظمت اليوم فنلندا إلي حلف الناتو حيث رفع علم الدولة الاسكندينافية رسميا فوق مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل. فنلندا، العضو الحادي و الثلاثين في هذا الحلف الدفاعية دخولها سيضفي تعديل جذري للأمن الغربي بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو إن "عهدا جديدا يبدأ"، معلنا أن تاريخ بلاده من عدم الانحياز العسكري قد انتهى.

 

وتنطبق الآن على فنلندا المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، وهي ضمان قوي للأمن الجماعي. وتنص المادة على أن أي هجوم، أو عدوان مسلح على أي عضو في التحالف العسكري، هو عدوان على جميع الأعضاء.

 

وأنهي القرار وضع فنلندا المحايد الذي دام عقودا، وسط مخاطر أمنية متصورة مرجعها الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

 

يشار إلى أن فنلندا، الدولة الاسكندنافية، لديها حدود بطول 1340 كيلومترا مع روسيا.

 

وتجاوزت فنلندا معارضة تركيا إنضمامها إلى الحلف فيما وصفه الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج بأنه "يوم تاريخي".

 

وقال ستولتنبرج إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بغزوه لأوكرانيا،"أراد أن يغلق الناتو أبوابه".

 

وتابع "اليوم نظهر للعالم أنه أخفق، وأن العدوان والترهيب لا يجديان نفعا". وتم وضع علم فنلندا أبجديا بين علمي إستونيا وفرنسا في مراسم أقيمت بالساحة الخارجية المكشوفة وجرى عزف السلام الوطني الفنلندي.

 

وشاركت فنلندا بعد ذلك لأول مرة في اجتماع وزراء خارجية الناتو كعضو كامل العضوية. واتخذت فنلندا قرار الانضمام إلى الناتو في عهد رئيسة الوزراء الفنلندية المنتهية ولايتها سانا مارين. وغردت مارين بأن فنلندا كانت موحدة "طوال هذه العملية التاريخية".

 

وكانت فنلندا تقدمت مع السويد بطلبين لنيل عضوية الناتو، في ماي 2022 ، عقب انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الطلبين واجها معارضة تركية.

 

ويتعين موافقة جميع أعضاء الناتو بالإجماع على قبول أعضاء جدد. وبعد أشهر من محادثات توسط فيها الحلف، رضخت تركيا في نهاية الأمر وصوتت لصالح قبول فنلندا عضوا بالحلف الأسبوع الماضي.

 

وأكمل الناتو الإجراءات النهائية لقبول فنلندا في عملية تبادل للوثائق بين وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في مقر الناتو.

 

وردت موسكو على القرار بغضب،ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف " توسيع الناتو يمثل هجوما على أمننا ومصالحنا القومية".

 

وأضاف أن روسيا سوف تضطر لاتخاذ إجراءات مضادة.

 

ورفض بيسكوف ما يتردد عن أن انضمام فنلندا للناتو مماثل لانضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما تخشاه روسيا.

 

وأوضح بيسكوف " الوضع مع فنلندا مختلف كليا عن الوضع مع أوكرانيا".

 

وقال إن فنلندا لم تكن أبدا" معادية لروسيا" وليس لديها خلاف مع موسكو.وأضاف" الوضع في أوكرانيا على العكس تماما، وربما يكون أكثر خطورة".

 

وقال بلينكن في تصريحات له قبل مراسم الانضمام ، إن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى انضمام فنلندا إلى حلف الناتو ، وهو أمر حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منعه.

 

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن انضمام فنلندا لحلف الناتو يظهر حاجة الحلف إلى "مراجعة جميع الاستراتيجيات" وذلك في مسعى لانضمام بلاده لعضوية الحلف في المستقبل.."

 

وتابع، مهنئا فنلندا على انضمامها، أن الحل لضمان أمن الحلف هو "العضوية النهائية لأوكرانيا في الناتو".

 

 ولا يزال طلب السويد لنيل عضوية الحلف ينتظر تصديق تركيا، بسبب عدة نقاط عالقة، من بينها مخاوف أنقرة بسبب ما تصفه بافتقار التعاون في مجال محاربة الارهاب.

 

كما أن المجر، مثل تركيا ، لم تصدق بعد على عضوية السويد في الناتو. وفي بيان حكومي، استشهدت المجر "بقدر كبير من الشكاوى" مع السويد بشأن أموال ميزانية الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى. وفيما وصفه بأنه أول عمل لفنلندا كعضو في حلف الناتو، سلم هافيستو أوراق تصديق بلاده على عضوية السويد في الحلف إلى بلينكن في نهاية المراسم.

التعليقات

علِّق