لا أحد في هذه البلاد يمكن له أن يشكّك ولو  ذرّة واحدة في أن مستوى تعليمنا بمختلف درجاته قد شهد خلال العشرين سنة الأخيرة على الأقل تدهورا ملحوظا وتراجعا لا  مثيل له في تاريخ البلاد التونسية.

ولئن كانت جامعاتنا تحظى بمكانة مهمّة على الصعيد العالمي في فترات معيّنة فإنها تراجعت في السنوات الأخيرة تراجعا محيّرا وغريبا وأصبحنا لا نكاد نجد لإحداها أثرا في أي ترتيب دولي للجامعات في العالم في حين أن جامعات أخرى ( على غرار بعض الجامعات السعودية ) ساهمنا في بنائها وتأطيرها قفزت إلى المراتب العليا وتفوّق بعضها حتى على جامعات عالمية عريقة.

وفي  الترتيب الجديد لمؤسّسة " 2023 Times Higher Education " العالمية بتاريخ 12 أكتوبر 2022   تم تصنيف بعض الجامعات التونسية  التي كان  ترتيبها بين 1001 و1200 ( جامعة منوبة ) و1001 و 1500 ( بقية الجامعات  المذكورة في بيان الوزارة) علما بأن هذا الترتيب يشمل  1799 جامعة تنتمي إلى 104 دول.

وقبل أن أواصل ها هو نص بيان الوزارة الذي جاء فيه ما يلي:

08 جامعات تونسية عمومية ضمن الترتيب العالمي لمؤسّسة " Times Higher Education"

إثر صدور الترتيب الجديد لمؤسّسة " 2023 Times Higher Education " العالمية بتاريخ 12 أكتوبر 2022 والمختصة في تصنيف الجامعات وفق عدّة مؤشرات، تمكّنت 08 جامعات تونسية عمومية من تبوّء مراتب متقدّمة ضمن الترتيب العالمي الجديد وهي جامعة منوبة، جامعة تونس المنار، جامعة صفاقس، جامعة المنستير، جامعة سوسة، جامعة قابس، جامعة قرطاج وجامعة تونس.
وبهذه المناسبة، تتوجّه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتهنئة إلى الجامعات التونسية للجهود المبذولة في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وتصنيفها ضمن أفضل المراتب عالميا."

ومثلما تلاحظون فإن وزارتنا الموقّرة " فرحانة " جدّا بهذا الترتيب المخجل . وقد سارعت بإصدار بيان تهنّئ فيها هذا الجامعات على هذا " الترتيب المشرّف "؟؟؟.

وبكل صراحة لا نري ما نقول إزاء هذه الوضعية سوى أن نتساءل : هل إن الوزير وبقية مسؤولي  الوزارة واعون بما يفعلون وهل إن احتلال مرتبة بعد ألف جامعة أخرى يعدّ ترتيبا مشرّفا ؟؟؟ وأكتفي بهذا لأترك لكم حريّة التعليق.

جمال المالكي