الأمر لا يتعلق برجل واحد بل يخصّ  101 من أفراد المافيا  التي يعمل أغاب أفرادها  في الظلام  لكنهم ضبطوا متلبسين  من قبل الشرطة في إيطاليا وق أقسموا قسم الولاء  لمنظمة "  Ndrangheta  " وهي منظمة  إجرامية بمنطقة " كالابريا " الواقعة بالجنب الإيطالي وتعرف بأنها تجني الأموال من تجارة المخدرات ( كوكايين تحديدا ) التي أصبحت من كبار الخبراء فيها .
هؤلاء الأشخاص وعددهم  101 تمكنوا  من خداع  الجميع وأوهموا السلطة  بأنهم أشخاص محرومين  مقدّمين ووثائق مزيفة وملفات معدّة بكل دقة. وعلى غرار  حوالي 5 ملايين من الإيطاليين الذين  يعيشون تحت خط الفقر  تقدم هؤلاء " الفقراء "  بطلبات للحصول على "دخل المواطنة" مثلما يطلق عليه في البلاد وهو إعانة اجتماعية  قدرها 780 " يورو " لكل فرد كل شهر علما بأن هذه الإعانة دخلت حيّز التنفيذ  خلال الفترة التي كان فيها حزبا " M5S " و "  حركة 5 نجوم " في الحكومة الإيطالية . وفي المجمل حصل هؤلاء " المافيوزيون الفقراء " على مبلغ 56 ألف " يورو " .
وليس هذا فقط إذ حصل رجال المنظمة الإجرامية  الرئيسيون على المساعدة طيلة  شهور وشهور.  ولعل ما يدعو إلى السخرية أن هؤلاء يستعرضون عن طيب خاطر أسلوب حياتهم الفاخر  وممتلكاتهم  وفيلاّتهم  ومطاعهم وحاناتهم  ونواديهم  الليلية  وسياراتهم  ... إلا أن المبلغ الذي حصلوا عليه بعنوان مساعدة اجتماعية أثار انتباه الشرطة في " كالابريزي " .
وقد  أرادت الشرطة أن تشير إلى أن  هؤلاء المحتالين سيكونون مضطرين إلى إعادة  كل شيء. ولحسن الحظ  فقد  سمح اكتشاف المخطط أيضا  بوقف الدفوعات التي كانت تتم بانتظام  وهذا سيوفر للدولة الإيطالية فجوة  إضافية في خزائنها  تقدر بأكثر من 470.000 يورو.
ولا أحد يدري ما هي الخطوة التالية أي هل سيتم التغاضي عمّا حصل وعفا الله عمّا سلف أم أن هناك تبعات جزائية لهؤلاء " الفقراء جدّا " الذي لا شكّ أنهم لم يستفيدوا من تلك المبالغ دون أن تساعدهم أطراف من السلطة ذاتها .