فضيحة على الوطنيّة الأولى : بث صور من " بورطابل " أو هكذا تكون التغطية الاحترافية لكارثة وطنيّة ؟؟؟

فضيحة على الوطنيّة الأولى : بث صور من " بورطابل " أو هكذا تكون التغطية الاحترافية لكارثة وطنيّة ؟؟؟

بكل صدق ووضوح  إن ما فعلته القناة الوطنية يوم أمس في نشرتها الرئيسية للأنباء فضيحة ستبقى عالقة على جبينها أبد الدهر.

سوف لن أطيل عليكم ولن أعيد ما قبته مليون مرّة عن هذه القناة ( المؤسسة عموما ) ولا حياة لمن تنادي . فقط أريد أن أضعكم في صورة ما حدث يوم أمس . فمثلما نعلم جميعا فقد اندلع حريق كبير في مصنع للملابس المستعملة بجهة جبل الوسط التي لا تبعد عن العاصمة إلاّ بنحو 30 كيلومترا. الحريق جدّ يوم الخميس 7 أكتوبر وإلى حدود الثامنة من مساء أمس ما زال متواصلا بل امتدّ إلى مؤسسات مجاورة رغم المحاولات المضنية التي بذلتها الحماية المدنية . الخلاصة أن ما حدث يعتبر كارثة وطنيّة إن شئنا . إذن ما المطلوب في مثل هذه الحالات من جهاز إعلامي من المفروض أنه عمومي يخدم عموم التونسيين؟. لا شيء سوى هذا الأمر السهل وهو أن نرسل فريقا صحفيّا يصوّر ويحقق في الموضوع ويقدّم للناس التفاصيل مباشرة خلال نشرة الأنباء عسى أن تكون الصورة واضحة .

وأما صدمة الجميع ( خاصة المنتمين إلى الميدان على الأقل ) فاجأتنا القناة الأولى بأنها لم ترسل أحدا على الإطلاق لإنجاز ما كان يجب إنجازه . وليتها توقّفت عند هذا الحدّ حتى تمرّ الأمور في " المهموتة " مثلما يقال . فقد تجرّأت وبثّت لنا صورا عن الحريق أخذت بواسطة هاتف جوّال ... وهذه بصراحة لا تفعلها أيّة قناة في العالم كلّه حتى لو أنها جاءت إلى الوجود منذ ساعات فقط .

وليس هذا فقط إذ تحدّثت قارئة الأخبار أيضا مع ممثل الحماية المدنية عبر الهاتف وكأنه صعب جدا أن ندعو إلى الأستوديو ( كي قدّر ربّي ) متحدّثا باسم الحماية المدنية ليعطينا آخر تطورات الوضع على الأقل.

تبقى بعض الملاحظات التي أسوقها " بغير براءة " وأترك لكم حريّة التعليق :

* منذ 3 أيام تقريبا بثّت لنا  " تلفزة التونسيين جميعا " صورة لتدوينة جوهر بن مبارك على " فيسبوك "  وتكفّلت قارئة أخبار النشرة الرئيسية بقراءتها حرفا حرفا ... فهل هناك قناة في العالم تفعل هذا؟؟؟.

* يوم أمس وفي نفس النشرة تحدّثت قارئة الأخبار ( ليس من تلقاء نفسها طبعا بل ممّا كتب لها )  وأطنبت في الحديث عمّا جاء على الصفحة الخاصة لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس ... وكان واضحا أن " كاتب " النصّ يبحث بأي شكل عن إظهار " غضب " أمريكا من الرئيس قيس سعيد ... أما المصيبة الكبرى فهي أن " الكاتب " لم يفهم ما كتب بنفسه ...ولم يستوعب ما جاء بين السطور في ما جاء على صفحة السفارة.

* في نفس النشرة ( وكعادتها دائما ) جاءت التلفزة لتخبرنا بنتيجة لقاء منتخبنا والمنتخب الموريتاني ( 3 - 0 ) ...نعم ... فبعد حوالي 20 ساعة تصوّرت التلفزة أننا لا نعلم بهذه النتيجة فأعلمتنا مشكورة بها ... وليس بها فقط إذ أعلنت أيضا عن خبرين آخرين " باتين " أي مرّ عليهما أكثر من 24 ساعة ... المشكل ليس في الخبر... المشكل في نقله بصفة إخبارية بعد مرور 24 ساعة أو أكثر. وهنا تطرح مشكلة أزليّة في هذه القناة : هناك فقرة رياضيّة يتصوّر المشرفون على القناة أنها ضروريّة في كافة الأوقات . وهنا ليس أمامهم إلا أمرين اثنين : إما أن تكون بالفعل ضرورية لكن بثّها يتطّلب الحد الأدنى من الاجتهاد والبحث عن الأخبار الجديدة وما أكثرها ...وإما أن نستغني عنها كلّما لم تتوفّر لنا أخبار جديدة ... أما أن نصرّ على تقديمها لا لشيء إلا لأننا نعتقد أنه من الضروري أن نفعل ذلك فهذا لا علاقة له مطلقا بالاحتراف والمهنية.

* ملاحظة أخيرة : هناك شعور لدى الكثير من  التونسيين بأن ما يحدث في هذه القناة ليس أمرا عاديا ... فما رأيكم ؟؟؟.

جمال المالكي  

التعليقات

علِّق