تداول مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي وثيقة امتحان بكلّية الحقوق بصفاقس في مادة الإجراءات الجزائية تمّ فيها طرح قضية مستوحاة من مسلسلي " شورّب " و" أولاد مفيدة "  حيث تضمّن الإمتحان اسمي شورّب وبدر الشخصيتين الرئيسيتين في العملين المذكورين.
وقد أبدى العديد من الناس  استياءهم  من هذا الإقتباس الذي يرون أنّه لا يليق بالكلية ويكشف مدى تدهور المنظومة التعليمية حسب رأيهم.
وفي اتصال هاتفي بإذاعة " موزاييك "  أوضح خليل الفندري عميد كلية الحقوق بصفاقس أنّه يحقّ للأستاذ اختار أن يكون موضوع الإستشارة  من الواقع لتأطيرها قانونيا  وأنّ الإستلهام من بعض الشخصيات  مسألة هامشية وغير ذات أهمية.

وأبدى الفندري استياءه من الإنتقادات الموجهة إلى الكلية بسبب اعتماد هذه الشخصيات في موضوع امتحان  مبديا في الآن ذاته أسفه أن تأخذ  المسألة كلّ هذا الصدى الإعلامي.
وانتقد أيضا عملية نشر الإمتحان  على مواقع التواصل الإجتماعي واستغلال ذلك لخدمة أغراض أخرى منها تشويه سمعة الكلية حسب تصريحه.
وأكّد أنّ الكلية تحتفظ بحقها في اتخاذ كلّ الإجراءات القانونية في المسؤول عن التسريب .
الآن يحق لنا أن نتساءل : هل ضاقت الدنيا على هذا الأستاذ فلم يجد من خلق الله كلّهم مادة صالحة لامتحانه غير هذين الإسمين ؟. أليس ما فعله هذا الأستاذ دليلا قاطعا على تدنّي المستوى التعليمي في تونس من أوّل مراحله حتى المراحل العليا ؟. إذا كنّا ربما نجد بعض الأعذار لتلاميذ صغار  يستعملون أسماء بعض " أبطال " المسلسلات المخرّبة تأثّرا وتقليدا فأي عذر لهذا الأستاذ الذي من المفروض أن يكون ملقّحا ضدّ التفاهات والسموم التي تبثّها بعض القنوات في إطار واضح ومعيّن ؟.
ونأتي الآن إلى السيد العميد الذي دافع عمّا لا يمكن الدفاع عنه . صحيح أن الأستاذ حرّ في اختيار مواضيع امتحاناته وشخصياتها لكن ليس إلى هذا الحدّ من السخافة التي لا يمكن تبريرها . وعوض أن يقول العميد " إننا سنبحث ونتحرّى في الموضوع حتى لا يتكرّر " ... وعوض أن يعترف بالخطأ على الأقل انبرى العميد يلقي علينا خطبة بلغة خشبية مفادها ومختصرها أن بعض الأطراف تعمّدت نشر الامتحان لتشويه سمعة الكليّة ؟؟؟. عن أي تشويه  تتحدث سيدي العميد ؟. هل إن الكليّة مرشّحة مثلا لنيل جائزة أفضل كليّة في إفريقيا حتى يسعى البعض إلى تشويهها وبالتالي حرمانها من هذا الإنجاز العلمي العظيم ؟ .
وعوض أن يبحث العميد عن أصل الداء ويسعى إلى معالجته خاطبنا كالعادة أي عادة السياسيين الذين لا يريدون  مواجهة الحقيقة منى خلال البحث عن " المسؤول عن التسريب "  وكأن معرفة من سرّب الامتحان لنشره للعموم ستحلّ معضلة تدنّي مستوى التعليم في تونس ؟؟؟.
جمال المالكي