فضيحة أخرى مدويّة : بطولة إفريقيا للجودو جاءت وذهبت وفاز بها منتخبنا ولا أحد من جماعة الوزيرة وضع قدميه في القبّة

مثلما هو معلوم دارت ببلادنا البطولة الإفريقية للجودو التي احتضنها قصر الرياضة بالمنزه الذي لا يبعد غي بضع خطوات عن وزارة شؤون الشباب والرياضة . ومثلما نعلم جميعا فازت تونس بهذه البطولة أمام عمالقة في هذه الرياضة على غرار مصر والجزائر والمغرب .
وفي حصة الأمس من برنامج الأحد الرياضي تحدّث البطل التونسي إسكندر حشيشة رئيس الجامعة التونسية للجودو بكل حرقة ومرارة عن التجاهل واللامبالاة الكبيرين من قبل سلطة الإشراف ممثلة بالخصوص في الوزارة . وأكّد حشيشة أن هذا التتويج جاء بفضل تضحيات اللاعبين واللاعبات والإطار الفني والطبي والإعداد البدني والجامعة والتشجيع المعنوي للجنة الأولمبية التونسية . وأوضح أن البطولة انطلقت وانتهت وتوّج بها منتخبنا ولم يكلّف أي موظّف من الوزارة نفسه عناء قطع حوالي 250 مترا ليكون حاضرا في القبّة باستثناء عماد الجبري الذي حضر في اليوم الثاني على ما يبدو لبضع دقائق معدودة ثم غادر القبّة .
وأكّد إسكندر حشيشة أن الغموض و " الرعواني " يمثلان السمتين الأبرز في عمل الوزارة مبرزا أنه لا وجود لتجديد عقود ولا وجود لأي برامج ولا هم يحزنون . وبيّن في هذا السياق أن الموسم الرياضي على وشك الانتهاء وأن الوزارة وإلى يومنا هذا لم تدفع مستحقات أيّة جامعة خاصة جامعات الرياضات الفردية وأن هذه الجامعات لا تدري ماذا تفعل وكيف تسيّر أمورها وبأيّة طريقة يمكن أن تحتفظ باللاعبين مذكّرا بأبرز مثال في هذا المجال وهو المبارزة عزّة بسباس التي لا أحد من الوزارة تحدث معها حول عقدها وأهدافها ولا أي شيء من هذا القبيل .
و مقابل هذا الإهمال التام الذي يؤكّد مرة أخرى ما قاله الكثيرون ومنهم إسكندر حشيشة وهو أن الرياضة في تونس هي آخر اهتمامات الوزيرة . ولأن الوزيرة تمثّل سياسة الدولة فإن الرياضة آخر ما تهتمّ به الدولة وبالتالي يصبح السؤال جائزا وذا معنى وهو : لماذا هذا التعب الزائد ولماذا جعلنا وزارة وعلى رأسها وزيرة وكاتب دولة ومستشارون وموظّفون ؟. أليس من الأفضل غلق هذه الوزارة وإلحاقها بوزارة أخرى إذا كانت لا تهتمّ بأي شيء يخص الشباب والرياضة ؟.
وبالإضافة إلى كل هذا قد تكون الإجابة عن هذا السؤال كامنة في البعض من هذه الصور التي حرصت الوزيرة على التقاطها . فبالتوازي مع البطولة الإفريقية المذكورة كانت الوزيرة صحبة وزراء آخرين وكتاب دولة ومسؤولين سامين من القطاع العمومي منشغلين بالحملة الانتخابية البلدية للحزب الذي ينتمون إليه لأنهم مقتنعون دون أدنى شك بأن مصلحة حزبهم وحرصه على الفوز بهذه الانتخابات قبل مصالح البلاد كلّها . وعلى هذا الأساس فقد تجنّدوا جميعا للحملة ... ولتذهب الرياضة التونسية وكل ما له علاقة بمصلحة البلاد إلى ما وراء البحار...
جمال المالكي
التعليقات
علِّق