تتواصل لعبة النفاق السياسي بامتياز في تونس . فبعد أن أعلن رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني منذ أيام عن إطلاق اسم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي على المركب الرياضي ... وبعد أن أطلقت الجامعة التونسية لكرة القدم اسم الراحل على كأس تونس 2019 دون أن يطلب منها أحد ذلك ودون أي موجب أصلا هاهي رئيسة بلدية سكرة " فيروز الجربي  "  تعلن هذا المساء من خلال  تصريح  لإذاعة " موزاييك  " عن إنجاز بلدي عظيم وهو  تغيير تسمية شارع البيئة بسكرة  ليصبح شارع  الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي "  تكريما له " حسب تصريح رئيسة البلدية .
ويبدو أن هذا النفاق السياسي سيتواصل خاصة في هذه المرحلة  الانتخابية حيث تعمل العديد من الأطراف على استغلال اسم الرئيس الراحل لاستعطاف الناخبين واستمالة  أصواتهم  باللعب على العاطفة وليس على البرامج الانتخابية .
وفي المقابل برى البعض أن هذه التصرفات  " عادية " بما أن الرئيس الراحل هو الذي بدأ بها إذ قام في مناسبات عديدة بتغيير أسماء شوارع  وأطلق عليها اسم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ... ومنها على سبيل المثال شارع  اتحاد المغرب العربي  الذي غيّر اسمه فأصبح شارع الحبيب بورقيبة  وهو  الشارع الرئيسي  في سكّرة بالذات .
وليعلم الجميع أننا لسنا ضد أن يتم إطلاق اسم الباجي قائد السبسي على بعض الشوارع لكن نرى أن تغيير أسماء بعضها باسمه دليل على انسداد الأفق خاصة أن العالم لم ينته وأن أماكن عديدة ( جديدة بالخصوص ) يمكن أن تحمل اسمه أو اسم غيره من التونسيين . وإذا كان لا بدّ  بدّ مما فعلته بلدية سكّرة أو غيرها فالأجدر أن يتم تغيير أسماء أجانب ( وما أكثرها في بلادنا )  ندرك جميعا أنها ارتبطت بحقبة الاستعمار وأن بعضها أجرم وارتكب فظائع ضد التونسيين ... والأدلة عديدة ومتعددة ... وإذا أردتم  أحدها يكفي أن تعرفوا أن في العاصمة وحدها وفي مساحة لا تزيد عن كيلومتر مربّع يوجد شارع فرنسا وشارع باريس وشارع ليون ونهج مرسيليا وشارع " جون جوريس " ونهج  " شارل ديغول " ... أليست هذه الشوارع  أولى بالتغيير ؟؟؟.
ج - م