فشل المنظومة التعليمية أثّر على مصداقية المناظرات الوطنية...

فشل المنظومة التعليمية أثّر على مصداقية المناظرات الوطنية...

بقلم : ريم بالخذيري

في فترة السبعينات وحتى لحدود التسعينات كانت المناظرات الوطنية في التعليم نقصد اساسا "السيزيام" و "الباكالوريا" ذات مصداقية عالية قبل أن يتم ادخال نظام المناظرات النموذجية والتخلي عن إجبارية إجراء مناظرة "السيزيام"

وقد تزامن ذلك مع أفشل عملية اصلاح للتعليم حدثت بتونس وقّسمت التلاميذ إلى فئتين:

* متميزون يدرسون في المدارس الإعدادية والمعاهد النموذجية وهؤلاء يتم التنكيل بهم  من خلال نظام تعليمي صارم لايترك لهم أي مجال للإبداع و يحولهم لألات للحفظ.

*تلاميذ متوسطون لا يتم الاهتمام بهم و لا بصقل مواهبهم وينظر لهم على أنهم تلاميذ درجة ثانية.

والواقع أن هذه فلسفة غريبة أضرت بالتعليم لدى الفئتين. ومازاد الطين بلة هو نظام المناظرات الخاصة بالدخول الى المعاهد و المدارس الإعدادية النموذجية فالتناظر حول المقاعد فيها لا يتجاوز العشرة بالمائة و المشاركون فيها بالألاف وهذا يطرح اشكالا حول طبيعة الاختبارات المقدمة وغرابتها في كثير من الأحيان وهي تصل الى درجة التعجيز و اللامنطق في كثير من الأحيان ولاتراعي المناهج المدرسة كما حدث في اختبار مادة العربية لمناظرة "السيزيام" يوم أمس.

ومن المنتظر أن يتواصل التعجيز و اللامنطق في بقية الاختبارات.

فماذا يعني أن يقدم اختبار يضرب قيمة العمل وكان حريا بلجنة الامتحانات تقديم موضوع يحث على العمل و الاجتهاد ومختلف القيم النبيلة.

ولانفهم حقيقة كيف يتم الموافقة على تقديم مثل هذه المواضيع خاصة وأنها ليست المرة الاولى أن يحدث هذا التجاوز.

ان مثل هذا الأسلوب في التعامل مع المتناظرين الصغار يضرب الشهائد العلمية في الصميم عند التخرج. وهذه مسألة مهمة لابد من أخذها بعين الاعتبار.

فالتعليم حلقات متواصلة من الابتدائي الى الإعدادي فالثانوي والجامعة وكل خلل في اي مرحلة يدمر التعليم كله وهذا ما هو بصدد الوقوع في تونس.

التعليقات

علِّق