فتيل الأزمة يستعر بين وزارة التربية وجامعة التعليم الأساسي والتلميذ الخاسر الأكبر؟

فتيل الأزمة يستعر بين وزارة التربية وجامعة التعليم الأساسي والتلميذ الخاسر الأكبر؟

اشتعل فتيل الأزمة المتعلقة بالتعليم الأساسي مجددا في ظل التصعيد المتبادل بين وزارة التربية والجامعة العامة. وبالرغم من انتهاء السنة الدراسية الحالية، تواترت التصريحات التصعيدية بين الوزارة والجامعة بخصوص حجب الأعداد لتبلغ الأزمة أوجها بإعلان الوزارة، اليوم الإثنين، إعفاء 350 مدير مدرسة ابتدائية وحجز راتب شهر لـ17 ألف معلم بعد التمسك بحجب الأعداد. وجاء هذا القرار، حسب وزارة التربية، بعد "عمليات فرز متواصلة ومحينة خاصة بالمديرين والمعلمين الذين واصلوا حجب الأعداد". قرار الإعفاءات بالجملة الذي اتخذته الوزارة تزامن مع تصريحات إعلامية نارية للوزير محمد علي البوغديري، حيث اعتبر أن ما يحدث في علاقة بحجب أعداد تلاميذ الأساسي "فضيحة" في تاريخ تونس وسوف يوضع لها حد "كلفنا ما كلفنا ذلك".

وشدد البوغديري على أن الوزارة "ستقاوم المستخفين بالدولة ولن تقبل بهذه الممارسات"، نافيا في المقابل وجود استقالات جماعية للمديرين. من جهتها، نددت الجامعة العامة للتعليم الأساسي بشدة بقرار وزارة التربية إعفاء 350 مدير مدرسة ابتدائية وحجز رواتب الاف المعلمين. واعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة إقبال العزابي، في تصريحات إعلامية، أن الوزير "أعدم" السنة الدراسية المقبلة قبل انطلاقها.

وأكد العزابي أن "70 بالمائة من مديري المدارس قدموا استقالات جماعية وذلك حتى يريحوا وزير التربية عناء الإعفاءات"، بحسب تعبيره. كما اعتبر العزابي قرار الوزارة اليوم "محاولة للتأثير على قرارات الهيئة الإدارية المبرمج انعقادها بعد غد الأربعاء". وكان الكاتب العام لجامعة التعليم الأساسي نبيل الهواشي قد أفاد، في تصريحات إعلامية مؤخرا، على هامش اجتماع نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بباجة، بأن القطاع دخل في تحركات احتجاجية واعتصامات مباشرة بعد الإعلان عن قرار الوزارة إعفاء مديرين (في إشارة إلى قرار سابق بإعفاء 150 مديرا).

وبين التصعيد "الخطير" من هذا الجانب ومن ذاك يبدو أن أزمة التعليم الأساسي-والتعليم عموما في تونس- مرشحة إلى مزيد من التعقيد والاستفحال، لاسيما وأن الهيئة الإدارية للجامعة تسعد للانعقاد قريبا، ويبدو أن قراراتها المقبلة لن تحمل أي تنازلات للوزارة، وفق ما يستشف من التصريحات الصادرة عن ممثليها على الأقل حتى الان. في المحصلة، يبدو أن طبول "الحرب" بين الوزارة والجامعة قد دقت، وفي أتون هذه "الحرب" يجلس التلاميذ والأولياء على صفيح ساخن من الترقب والحيرة والاستياء فهم فقط ضحايا هذا التصعيد، علما وأن كل "الحروب" خاسرة في النهاية.

سنيا البرينصي

 

 

التعليقات

علِّق