غليان في جريدة " لابراس" والوضع مرشّح لتصعيد أخطر ؟

غليان في جريدة " لابراس" والوضع مرشّح لتصعيد أخطر ؟

الحصري - رأي 

يبدو أن  الأوضاع في جريدة " لابريس "  بدأت تشهد تصعيدا غير مسبوق . ولئن لم يتم الإفصاح عن  الأسباب الحقيقية لهذا التوتّر فقد جاء على لسان زياد الهاني قوله : " توتّر شديد في مؤسسة "لابراس" حيث احتج الأعوان اليوم على سياسة الرئيس المدير العام التي طالبوا رئاسة الحكومة بالتدقيق فيها، فجلب لهم أعوان الشرطة الذين حاولوا إيقافهم قبل أن يتركوا لهم استدعاءات ليوم غد قصد التحقيق معهم!!
هذه السابقة الخطيرة والمرفوضة تحصل لأول مرة في تاريخ مؤسستنا العريقة التي تستعد السنة المقبلة للاحتفال بالذكرى 80 لانبعاثها. "
هذا  ما كتبه زياد الهاني على صفحته،لكن يبدو أن المشكل أعمق بكثير ممّا يتصوّره الناس أو من محاولات التقليل من شأنه أو تقديمه للناس على أساس أنه " سياسة الرئيس المدير العام " للمؤسسة . وقبل الحديث عن أصل المشكل و دون  التعمّق في التفاصيل نقول إنه صحيح أنها سابقة خطيرة لكن صحيح أيضا أنه  لا يقبل أن يتمّ دفع المدير العام أو إهانته وإن المسألة تتعلق برواسب قديمة وعادات لم تعد تتماشى وروح العصر وروح الصحافة في تونس بعد الثورة ...  وهو يعني أيضا عقليات من هنا وهناك وربما سوء تقدير للوضع الكارثي الذي تعيشه المؤسسة وقد يؤدي بها إلى الإفلاس فيخسر الجميع دون استثناء . فمن جهة الإدارة هناك وضع مهني وتنظيمي ومالي لم يعد يحتمل . والإدارة التي جاءت من أجل إصلاح المؤسسة ومساعدة العاملين فيها على استمرارها تتعرّض إلى " ضغوطات نتائج "  من قبل رئاسة الحكومة  وكانت تتصوّر أن تلقى الدعم من قبل شرفاء دار " لابراس " وهم الأغلبية لكن للأسف  لم يساندوها حسب رأيها . وتملك الإدارة كذلك ملفات عديدة لتجاوزات حصلت وما زالت تحصل . ولا شك أن تقديم هذه الملفات لا يخدم مصالح هذه الأطراف التي تسعى إلى تعطيل كل  محاولة للإصلاح داخل المؤسسة. ومن جهة ثانية هناك زملاء يعملون بجدّ  ومن حقّهم المطالبة بالإصلاح الهيكلي وبتسويات لعض الوضعيات .وإضافة إلى ذلك هناك أمور هيكلية تعود إلى سنوات التسيّب و " رزق البيليك " ولم تعد تتماشى وعقلية 2015  .و دون التعمق في المسألة يكفي القول إن الإدارة تقول إن لديها ما يثبت أن أشخاصا من ذوي المسؤولية لا يكادون يحضرون أصلا بالمؤسسة ومع ذلك يحصلون على مرتبات مرتفعة ويطالبون بمنح إنتاج مرتفعة ... وتقول الإدارة إن لها " أشياء " أخرى كثيرة وإن على شرفاء الدار أن يساعدوها على التطهير لأن في ذلك مصلحتهم ودوام مؤسستهم  .
ومهما يكن من أمر نأمل  أن تتوصل كافة الأطراف إلى اتفاق يحفظ مصالح الجميع حتى لا تتعقد الأمور فتأخذ مسالك وعرة قد يصعب الخروج منها بسهولة .
 
جمال مالكي 

التعليقات

علِّق