"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ"

"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ"

اليوم نحتفي بالذكرى العاشرة لثورة الكرامة. ثورة انتهت بازاحة بن على من الحكم وولدت شعورا لدى الشعب بالانتصار على الظلم والطغيان وفجرت احلامه بغد افضل وتطلعاته الى مستقبل ارحب. والثورة قامت من أجل " الشغل والحرية والكرامة الوطنية".

ولكن الان، وقد حلت الذكرى العاشرة للثورة، تفاقمت البطالة واستفحل الفساد وتضاعف الفقر وازداد بما لم يعد يحتمل وعبر بنا الزمن الى عيش المصائب بأنواعها وأشكالها "صباحا، مساء وبعد الصباح وقبل المساء ويوم الاحد". اما الحرية المكتسبة والديمقراطية التي يتبجح بها اليوم اصحاب السلطة والقرار فقد ولدت فوضى وانحطاط اخلاقي ودليل على بداوة شعبنا بدأ بالساسة "المنتخبين" ومجلس نواب الشعب الذي أضحى مجلس الفضائح وحصانة والمفسدين من التتبعات العدلية.... مع حفظ المقامات ! ومنذ تأسيس هذا المجلس بنواب من طراز القصاص وبن تومية تبين ان حقيقة هذا الشعب - على غرار من انتخبهم ليمثلونه، مع حفظ المقامات،- "تجمعه الطبل وتفرقه العصا"! وبعد عشرة سنوات صارت البلاد في حالة افلاس وعجز وتفاقمت ديونها ومع أن تونس تتسع للجميع كما يقولون فقد تقسمت البلاد إلى تكفيريين وازلام واسلاميين وحداثيين وجمهوريين ودستوريين........ ومجاهدين وشهداء وقتلة وارهابيين ومجرمين وكما قال تعالى"الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ"، وما خفي كان اعظم، مع حفظ المقامات. وحين يخطب سادة القوم في الناس عن الوحدة الوطنية، استحوذت كل جهة على ما تملك من موارد فصار الكامور يتحكم في انتاج النفط والحوض المنجمي يتحكم في الفسفاط....

والحكومة "تتفرج وتصلي على النبي". في العيد العاشر "للثورة المجيدة" انقسمت البلاد إلى شعوب وقبائل وحل الفساد والخراب بمختلف الهياكل والميادين بدأ بالتعليم والصحة، وفقد فيها الأمل خير ما أنتجت من كفاءات فهاجروا كما فقد الامل من كان يتطلع من شبابها إلى غد أفضل فرمى بنفسه في البحر و"من فقد الامل فقد مات مرتين".

فبِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ؟

بقلم نوفل بن عيسى

التعليقات

علِّق