عودة " المنظومة" بقوة في آخر مقابلات البطولة : متى ترتاح كرتنا من هؤلاء الحكّام ؟!
لم يعد غريبا إقصاء الحكام التونسيين عن المواعيد الرياضية الكبرى وخاصة مونديال قطر ولم يعد خافيا بأن تحكيمنا لا يحظى بالثقة لا في الداخل ولا في الخارج نتيجة تعدد الفضائح التي لوثت سمعته و ضربت مصداقية مسابقاتنا الوطنية.
ولا يمكن تخيّل أو توقع سيناريو أسوأ وأشدّ بؤسا من المماثل الذي تعيش على وقعه حاليا الإدارة الوطنية للتحكيم التي تتخبّط بعد كل مهزلة بين سيل متواتر من عقوبات التجميد وبيانات الغضب و تواجه بشكل دائم الرفض من قبل الأندية لقائمة طويلة من حكامها النزهاء..علاوة على عاصفة غضب جماهيري من شمال البلاد الى جنوبها..بلا استثناء ..
فما وقع في جولتي الإربعاء و الأحد من البطولة في بعض الملاعب يؤكد مرة أخرى أن أصحاب الزي " الأسود " جعلوا التحكيم التونسي يعيش " أظلم " فتراته ..فيوم أمس الأحد حصل ما كان متوقعا منذ الإعلان عن التعيينات و أهدى الحكم نعيم حسني ضربة جزاء خيالية في الوقت البديل لاتحاد بنقردان ، وسط دهشة و إستغراب كل ما تابع وقائع المباراة .
وكالعادة وبعد أن وضعت الجولة 13 من البطولة " أوزارها " وأتم مهمته على أحسن شاكلة ، أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم اليوم إستدعاء الحكم نعيم حسني والحكمان المساعدان عمر الرياحي و أيمن الرياحي الذين أداروا المقابلة للمثول أمام الادارة العامة للتحكيم.. والكالعادة سيأتي التجميد المؤقت لكن نتيجة المواجهة ومصير الفرق لن يتغير.
و بعد هذه الفضيحة الجديدة ، لم يعد يخفى على العيان عودة الحكام المكلفين بمهمات والتابعين للمنظومة المتحكمة في الكرة التونسية " لإدارة المقابلات الحاسمة والمصيرية في بطولتي الرابطة الأولى أو الثانية .
فمن لا يعرف أبطال " مسلسل المنظومة "؟؟ .
من لم يسمع أو يشاهد إبداعات الحكام النزهاء من طينة نعيم حسني ومجدي بالحاج علي ونضال اللطيف و كريم الخميري ومحرز المالكي...... بمساعدة أصحاب الراية المؤثرين ، وفي مقدمتهم يامن الملولشي ومحمد باكير ووليد حراق والقائمة طويلة ..
ولا يخفى على أحد المنظومة المكرسة للعدل والمساواة بين كل الفرق أمام القانون خدمت وظلمت فرق محددة أولها إتحاد بنقردان - الفريق الأم - لرئيس الجامعة وديع الجريئ ، الذي تفرض الأحداث أن يحشر إسمه فيها بشكل متكرر.
ومع اقتراب الموسم الرياضي من نهايته ، تسود من جديد حالة من الضيم في عديد الأندية التي تتهم المنظومة بلعب دور " القاضي العادل " و استعمال " عصى " التحكيم لردع كل مسؤول رياضي يعارض رئيس الجامعة ..
مخاوف التصعيد تتصاعد رغم نفي الجامعة من أعلى سلطتها لأي تدخل في أصحاب الصافرة وتأكيدها على إستقلالية القطاع و تجدد وعدها الصادقة أنها لن تتوانى عن معاقبة كل المذنبين بدليل أنها تصدر عقوبات التجميد بين الحين والآخر..
ولكن قرارات التجميد الوقتية يعتبرها كثيرون عقوبات من الوزن الخفيف مقارنة بالجرم التحكيمي والمذابح الرياضية التي تتسبب في "كوارث" بتغيير نتائج مباريات ومصير جهات كاملة.
وعليه فالمطلوب من رئيس الجامعة إذا كان فعلا عن القضاء على الفضائح وتطهير كرته وبالتالي إنهاء حالة الإحتقان المنتشرة في الشارع الرياضي أن يُبادر بتسليط أشد العقوبات على قضاة ادمنظومة وأقلها الشطب النهائي لكل حكم يتسبب في تغيير نتيجة مباراة بشكل واضح... فهل سيكون رئيس الجامعة جريئا هذه المرّة مع الحكام أم أنه سيبقى " وديعا " ؟
م.ش
التعليقات
علِّق