عودة الروح للسينما بالمنستير : قاعة " ستار سينما " بعد ربع قرن من الغياب

عودة الروح للسينما بالمنستير : قاعة " ستار سينما " بعد ربع قرن من الغياب

 

خلال ندوة صحفية أقيمت اليوم الأربعاء 8 نوفمبر  تم الإعلان رسميا عن افتتاح المركب الثقافي الخاص " ستار " و تم خلالها تقديم مكونات هذا المولود الثقافي الجديد بالإضافة  إلى مراحل إنجازه منذ بداية وضع الأفكار و التصورات وصولا إلى افتتاحه مرورا بمراحل الانجاز التي تطلبت الكثير من الصبر و الكثير من الاقتناع بأهمية العمل الثقافي . ستعرف البينية الثقافية التحتية في ولاية المنستير تدعيما حقيقيا خصوصا  من جهة تدخل القطاع الخاص في الاستثمار  الثقافي بضخ مبلغ ناهز الـثلاث مائة ألف دينار تم ضخها من قبل مستثمرين من الشباب المقتنع تمام الاقتناع بالقدرة على الموازنة بين صبغة المشروع الثقافية و مردوديته المالية و الاقتصادية .
السينما في مكانها من جديد
بعد حوالي ربع قرن من الغياب الاضطراري يبدو أن السينما قد  اهتدت  مجددا  إلى طريق العودة نحو ولاية المنستير لتأخذ مكانها الطبيعي داخل المشهد الثقافي بالجهة و ليعود الفن السابع ليراوح مكانه الاعتيادي و الطبيعي داخل القاعات المهيأة لاستقباله ليكون ذلك بأثر مضاعف لكونه متزامنا مع استقبال القاعة في أولى عروضها لفعاليات أيام قرطاج السينمائية من خلال عروضها المخصصة للجهات  و ذلك يوم الأحد 12 نوفمبر  بعرض شريط على كف عفريت. على الساعة الثالثة بعد الظهر .
بروح الشباب و حماستهم عرف هذا المشروع طريقه إلى النور و إلى الدورة الثقافية المتحررة من المكبلات الإدارية و الرسمية و ستعرف القاعة التي وقع تجديدها بالكامل حضور أحدث التقنيات الضوئية و الصوتية و الخاصة بعرض الأشرطة السينمائية ذات الأبعاد المتعددة و التي تشهد تطورا مطردا في هذا القطاع على مستوى عالمي حيث ستبلغ طاقة الاستيعاب أكثر من ثلاث مائة و سبعين مقعدا معدة لاستقبال السينما و روادها .
من خلال الخطوط العريضة الموضوعة من قبل القائمين على هذا المشروع يبدو أن الأمر لن يقتصر على مجرد قاعة لاستقبال عروض و بثها بل سيتم العمل على التحول تدريجيا إلى جهة تكوين و إنتاج بعد أن يتم تركيز  ورشات سينمائية تخص الكتابة و التصوير  و المونتاج و كل التفاصيل الخاصة بإنتاج مادة سينمائية كما سيتم توزيع ذلك بالنظر إلى اعتبارات تهم المراحل العمرية و درجات التمكن من التقنيات المذكورة كما سيعرف مشروع و في سياق متصل انفتاحا مدروسا على المحيط الثقافي و التربوي و الجمعياتي الموجود بالجهة بهدف التعريف بالسينما .
مركب ثقافي متكامل إضافة نوعية للجهة
سيكون المركب الثقافي "  ستار  " بالإضافة إلى  نشاط السينما كنشاط رئيسي مشتملا  على فضاءات أخرى لا تقل أهمية و مخصصة في جانب منها  للموسيقى و لعرض الأعمال التشكيلية من لوحات و منحوتات و تنصيبات  بالإضافة إلى  جزء مخصص  للأطفال يقترح ورشات وأنشطة تربوية وفنية. كما سيتم تدعيم الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام بالعمل على التنسيق والتعاون بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وأيضا مندوبيات ذات أهداف تتقاطع مع الثقافي و تلتقي معه في اشتغاله على تنمية الحس الفني و المواطني لدى مختلف الفئات العمرية و حتى داخل الفئات ذات التحصيل العلمي المتفاوت مثل مندوبيات التربية و التكوين و السياحة و الصناعات التقليدية .
بدخول القطاع الخاص على الخط و  بتحرير القطاع الثقافي شيئا فشيئا يبدو أن المشهد الثقافي في ولاية المنستير بصدد الدخول في منعطف إيجابي بوسعه الارتقاء بالثقافي إلى مرتبة أعلى دون إغفال الشراكة و التنسيق مع الثقافي في جانبه العام و الرسمي غير أن الايجابي ربما و الذي من المرجح أن تنسحب آثاره على الجانبين العام و الخاص هو أن التخلي عن فكرة ارتباط الثقافي بعدم قدرته على تأمين الحد الأدنى ماديا و تشغيليا و لعل هذا ما ذهب إليه القائمون على قاعة " ستار سينما " الذي أعادوا لهذه القاعة الحياة و الاعتبار  بعد ربع قرن تقريبا من الإغلاق .

التعليقات

علِّق