عندما ترفع أنس الحطّاب علامة النصر : هل تستخفّ بعقول الناس أم تستخف في النهاية بعقلها ؟؟

تقاسمت وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي صورا عديدة من أمام مجلس نواب الشعب بمناسبة الوقفة التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة الإضراب العام .
وبالطبع استأثرت الصور التي جمعت نوابا من نداء تونس ونوابا من الجبهة الشعبية بنصيب الأسد من التعليقات كان أغلب أصحابها مستغربا أن يلتقي " أعداء الأمس " في مكان واحد وربما لهدف واحد .
وبقطع النظر عمّا قيل ويقال في هذا الموضوع وتلك الصور فإن ما يشدّ الانتباه في هذه الصورة بالذات وهي تجمع بالصدفة بين أنس الحطاب ومباركة عواينية البراهمي أن الأولى ترفع علامة النصر " بكل فخر " حتّى خيّل لنا أنها حققت إنجازا عظيما كتخليص الشعب الفلسطيني من ويلات الاستعمار التي ناهزت 80 عاما ...أو أن تكون ساهمت في إطلاق قمر صناعي تونسي نحو الفضاء أو أي شيء من هذا القبيل والحال أنها في الواقع إما تستخف بعقول الناس ( وليست وحدها طبعا لأن ما يعنيها يعني بقية نواب نداء تونس ) وبالتالي تستخف بعقلها أيضا وإما أن الأمور اختلطت عليها فلم تعد تميّز الأمور ولا تدرك أين هي بالضبط مما يحدث في البلاد .
ولا نعتقد أنه بات خافيا على أنس الحطاب ومن بقي معها في نداء تونس أن حزبها في السلطة وهو الفائز في انتخابات 2014 وحتى اليوم له نصيب من مسؤوليات الحكومة وأن رئيس الحكومة التي تريد أن تسقطها " ابنهم " الذي اختاروه بمحض إرادتهم وزكّوه وكانوا راضين عنه تمام الرضا ... فهل رأيتم شخصا في العالم يتظاهر ليسقط نفسه ؟.
إن ما تفعله أنس الحطاب في هذه الصورة تعبير مختصر ومعبّر عن حالة الضياع و" التوهان " التي يعيشها جيل كامل من " السياسيين " الذين حملتهم الصدف إلى عالم السياسة فأظهروا مع مرور الوقت أنهم لا يفقهون شيئا في السياسة .
ج - م
التعليقات
علِّق