عملية "طوفان الأقصى".. قناة عبرية تنشر استنتاجات تحقيق حول إخفاق 7 أكتوبر
نشرت القناة 12 العبرية، مساء أمس الإثنين، استنتاجات لجنة تحقيق شكلها الجيش الإسرائيلي بشأن الإخفاق في مواجهة عملية "طوفان الأقصى" صبيحة 7 أكتوبر 2023.
وفي 7 أكتوبر، أطلقت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردًا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق بيان الحركة حينها.
وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
ما جاء في استنتاجات تحقيق بإخفاق 7 أكتوبر؟
وأفادت القناة 12، أنه من المقرر أن يتم عرض التحقيق على رئيس الأركان هرتسي هاليفي في غضون أسبوعين، ومن المتوقع أن يتخذ هاليفي قرارات بشأن بعض القادة في الجيش.
وتوصلت اللجنة إلى استنتاجات مفادها أن "المفهوم الخاطئ للأمن شكل استجابة غير مناسبة للتهديدات".
وذهبت إلى أن "القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اعتقدت أن مخطط جدار أريحا هو سيناريو مستحيل، واعتبروا الوثيقة لاغية، ونتيجة لذلك لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة".
و"جدار أريحا" هي وثيقة تم تقديمها إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي (أهارون حاليفا استقال في أبريل/ نيسان 2024)، وقيادة المنطقة الجنوبية في مايو/ أيار 2022، وتناولت بالتفصيل خطط حماس للهجوم، لكن كبار المسؤولين أوصوا بعدم التركيز عليها لأن حماس لا تملك القدرة على تنفيذها.
كذلك، ذهبت استنتاجات لجنة التحقيق إلى أن "السيناريو الأشد خطورة الذي أعدت له إسرائيل هو تسلل ما بين مجموعة واحدة إلى ثلاث مجموعات من حماس في الوقت نفسه"، وفق المصدر ذاته.
و"كان هناك اعتقاد خاطئ بأن الجدار الذكي على حدود غزة غير قابل للاختراق، والاستخبارات ستحذر مسبقًا من أي هجوم غير عادي يتم التخطيط له"، وفق الاستنتاجات.
وكشفت لجنة التحقيق العسكرية أنه "كان هناك اعتماد مفرط على التدابير التكنولوجية في السياج الحدودي (الجدار الذكي)، مثل أجهزة المراقبة والكاميرات والأنظمة التي انهارت الواحدة تلو الأخرى خلال الهجوم".
واستغرق بناء إسرائيل لـ "الجدار الذكي" على طول الحدود مع غزة نحو 4 سنوات، ويبلغ طوله 65 كم بارتفاع 6 أمتار، وعمق يصل إلى نحو 40 مترًا تحت الأرض، ويحتوي على أجهزة استشعار للكشف عن محاولات اختراقه أو الحفر أسفل منه، وأسلحة ذكية يمكن التحكم بها عن بعد، وكاميرات ورادارات، وغرفة للقيادة والتحكم.
تضاؤل قوات الأمن الإسرائيلية على طول الحدود
كما خلص تحقيق الجيش الإسرائيلي إلى أن "تضاؤل قوات الأمن الإسرائيلية على طول الحدود أدى إلى تفوق عددي لصالح مقاتلي حماس"، وفق القناة (12).وختمت القناة تقريرها بالقول: "في الواقع، لم يفهم الكثير من الناس ما كان يحدث، ولم يتعاملوا معه بشكل صحيح".
من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردًا على طلب القناة التعليق (لم تسمه): "التحقيق في تلك الأحداث يجري ويسير وفقًا للمجهود الحربي، وفي الوقت نفسه يتم استيعاب الدروس كجزء من عملية التعلم. وعندما ينتهي التحقيق سيتم عرضه على الجمهور بشفافية".
وفيما اعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن الإخفاق في ذلك اليوم، يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون "أكبر خرق أمني واستخباري" في تاريخ إسرائيل.
ومنذ ذلك اليوم، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
التعليقات
علِّق