عفوا أهالي قبلي ... كان من الأجدر أن نترككم تموتون !

عفوا أهالي قبلي ... كان من الأجدر أن نترككم تموتون !

يعيش أهالي ولاية قبلي على وقع كارثة صحية بالجهة حيث ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 105 حالة لتصعد بذلك قبلي للمراتب الأولى في الولايات الأكثر تضررا من الوباء . وتزامنا مع الأرقام المفزعة التي قدمتها وزارة الصحة حول عدد الإصابات ، ظلت الجهة تعاني نقصا فادحا في التجهيزات الطبية ، مما اضطر المرضى بأمراض مزمنة إلى تحمّل عناء السفر ومصاريفه ومشاق الطريق الطويل للعلاج في قابس(240 كلم ذهابا وإيّابا) وصفاقس (580 كلم ذهابا وإيّابا) وسوسة( 760 كلم ذهابا وإيّابا) والمنستير والعاصمة ( 1000 كلم ذهابا وايابا ولكم أن تتخيّلوا حجم معاناة المريض . أما الاختبارات للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا فتم تحليلها في مخابر أخرى خارج الولاية وهو ما تسبب في تضاعف نسبة الاصابات . ورغم مجهودات المجتمع المدني وأعضاء مجلس نواب الشعب من الجهة وبعض الإعلاميين أصيلي قبلي لتوفير بعض التجهيزات الطبية ، الا ان ثمار مجهوداتهم كانت بسيطة إلى حين ارسال دولة قطر يوم الأحد الماضي مستشفى عسكري ميداني متنقل يحتوي على 100 سرير واجهزة تنفس اصطناعية الى جانب مساعدات اضافية طبية تتمثل في اقنعة واقية وكمامات. وفيما عبّر أهالي قبلي ونشطاء المجتمع المدني والمندوبية الجهوية للصحة بقبلي عن وصول المستشفى الميداني القطري إلى مدينتهم لما سيوفره من حلول للمصابين بفيروس كورونا ، خرجت بعض الأطراف ممن تصنف نفسها ضمن " النخبة المثقفة " لتستنكر المساعدات القطرية لأهالي قبلي وتحريض الأهالي على رفضها . وذهب البعض الاخر من " النخبة " إلى الترويج لنظرية المؤامرة ومزاعم سخيفة من كون السلطات القطرية ستستعمل المستشفى العسكري الميداني في قبلي للتجسس على ليبيا وقوات حفتر ، والحال أن ولاية قبلي ليست حدودية مع ليبيا وهي تبعد 300 كلم عن الشريط الحدودي مع ليبيا وهي في ذات الان منطقة حدودية مع الجزائر . ويبدو ان تلك المواقف كشفت أن حياة أهالي قبلي " رخيصة " أمام المزايدات السياسية لتلك النخبة وأمام مصالحهم ولوبياتهم وأجنداتهم . فهل كان من الأجدر رفض المساعدات القطرية وترك أهالي قبلي يواجهون مصيرهم بمفردهم في ظل نقص الامكانيات التونسية ؟ وماذا قدمت تلك النخبة لأهالي قبلي ؟ ولماذا لم تطلب تلك الأبواق من بعض الدول الأخرى مساعدة تونس وارسال مستشفى ميداني لولاية قبلي ؟

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق