عبير موسي مثالا : إفلاس فكري وسياسي ... بورقيبة " أصل تجاري " للعاجزين ؟

عبير موسي مثالا : إفلاس فكري وسياسي ... بورقيبة  " أصل تجاري "  للعاجزين ؟


عندما يجدّ الجدّ وتحتكّ الركب بالركب لا يجد بعضهم ما يقدّم لنفسه أو للآخرين فيلجأ إلى أسهل الحلول أي إلى التاريخ والتراث حتّي يخيّل إلينا في كثير من الأحيان أن هذه البلاد قد أجريت عليها عملية جراحية لاستئصال الرحم حتّى لا تنجب أحدا يفكّر أو يحكم أو تكون له رؤى وبرامج تنفع البلاد والعباد .
وللأسف الشديد ما زال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة يمثّل أصلا تجاريا للعديد من ممتهني السياسة صدفة أو بانتهازية  فتراهم في كل مرة يلجؤون إلى تاريخ بورقيبة وإرثه فينسبون بعضه إلى أنفسهم ظلما وعدوانا ومغالطة . ولعلّ أكبر مثال لهؤلاء العجزة  عبير موسي التي  يبدو أنها صدّقت نفسها عندما ادّعت أنها " بورقيبية " وهي التي عاش زعيمها إن صحّ التعبير أسوأ فترات حياته تحت حكم حزبها  ( التجمّع ) الذي أهان بورقيبة وكانت عبير آنذاك وأمثالها  لا يجرؤون حتى على " طلب الرحمة " له ممّن ظلمه وأهانه .
اليوم تأتي عبير موسي ملتصقة بظل بورقيبة ... وحزبها يلتحف برداء حزب بورقيبة   لتحاول أن تجد لها مكانا تحت شمس الانتخابات ... بالرجوع إلى الماضي البعيد ومحاولة إسقاطه على حاضر تغيّر فيه كل شيء ... حتى الصورة  التي ألصقتها إلى جانب صورة الزعيم فهي دليل على أن صاحبتها لا تبحث إلا عن الزعامة ... وبنفس الطريقة والأسلوب اللذين ظهر بهما بورقيبة خاصة في السنوات الأولى من حكمه .
ولا شك أن عبير موسي التي  بدأ البعض منذ مدة يروّج لها على أنها " البديل الوحيد " في الفترة القادمة  لا تدرك أنها من خلال التشبّه ببورقيبة  والنهل من تاريخ بورقيبة وإرثه  البعيد تعطي انطباعا  بأنها مفلسة فكريّا وسياسيا  وأنها لا تقدّم للناس أي برنامج يمكن أن يختاروها على أساسه . ويبقى السؤال الأزلي الذي لا بدّ أن نجد له الجواب المناسب : إلى متى سيظل البعض ماضيا في استغلال اسم بورقيبة وتاريخه أصلا تجاريا  قد لا ينفع عندما تنتهي صلوحيته  من أذهان الناس ؟.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق