عبير موسي ترفض دعوة الرئيس للتشاور : غرور زائد أم ردّة فعل قديمة تعلمتها أيام التجمّع ؟

عبير موسي  ترفض دعوة الرئيس للتشاور : غرور زائد أم ردّة فعل قديمة تعلمتها أيام التجمّع ؟


مثلما نعلم جميعا شرع رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيّد في مشاورات مع العديدة من رؤساء الأحزاب السياسية . لذلك استقبل العديد منهم وقد ذهبوا إلى قصر قرطاج دزن أي تحفّظ ثم أدلوا بتصريحات تدلّ على أنهم راضون بهذه المشاورات مع الرئيس .
وفي المقابل أقامت عبير موسي " زعيمة " الحزب الدستوري الحرّ الدنيا ولم تقعدها في هذا السياق بالذات . في البداية قالت ( أو قال المتحدّثون نيابة عنها )  إنها " غاضبة " بسبب عدم دعوتها لحضور مراسم تلسيم وتسلّم مهمة الرئاسة بين محمد الناصر وقيس سعيّد . إثر ذلك ودائما في إطار المشاورات بلغتها دعوة رسميّة من الرئيس  فركبت دماغها ورفضتها في البداية  ثم ادّعت  أنها تتشاور مع أعضاء حزبها كي تحدد موقفا نهائيا إما بالقبول وإما بالرفض .
ومما لا شك فيه أن هذا " القاوق " الذي خلقته نفسها  لم يفعله غيرها من قادة أحزاب أقدم وأكثر عراقة من حزبها . وهو يدخل أيضا في إطار الجعجعة وسياسة " خالف تعرف " . وإضافة إلى ذلك فهو دليل على ذلك المرض الذي استبدّ بها طيلة الفترة الماضية وهو مرض العظمة وانتفاخ الذات . فمنذ أن انتزعت   " زعامة " الحزب من الدستوريين الأجدر منها ( على غرار حامد القروي مثلا ) توهّمت عبير موسي أنها زعيمة حقيقية  فتقدمت إلى الانتخابات الرئاسية  " ببرنامج " يقوم أساسا على استئصال النهضة من المجتمع التونسي  ( على غرار ما فعل المرحوم السبسي قبلها ولو يشكل مغاير ) وإعادة قادتها إلى السجون ... إضافة إلى أفكار ومواقف موغلة في التطرّف على غرار عدم اعترافها بدستور البلاد ولا بمن كانوا في الحكم ولا بالقانون أصلا  أو القانون الانتخابي وقد نسيت أو تناست أنها ترشحت إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفقا للقوانين الجاري بها  العمل في البلاد .
ويبدو أن عبير موسي ومع النجاح النسبي في التشريعية ( رغم السقوط المدوّي في الرئاسية ) لم تستوعب الدرس ولا تنوي النزول من برجها العاجي الشاهق إلى واقع التونسيين وما زالت تحتفظ بخطبها النارية التي مستشفّ منها أنه لا يعجبها حتى العجب العجاب في هذه البلاد . وفي الحقيقة ما كان لكل هذا " الفيلم " أن نراه اليوم لو كانت الدنيا دنيا ... فقط نقول رحم الله الباجي قائد السبسي وسامح النهضة وراشد الغنوشي بالذات  لأنهما  السبب المباشر في عودة عبير موسي ومن شابهها إلى الساحة ...بل عادوا أكثر صلفا وتعجرفا مما كانوا  علبه زمن تجمّعهم المرحوم .
اليوم ونحن في مرحلة سياسية جديدة تتطلّب التعقّل والهدوء والبناء الجماعي حتى لا تنهار البلاد نهائيا  وتنهار معها أحلام ملايين من التونسيين الذين طنّوا ( خطأ أو صوابا ) أنهم سيعيشون عصر تحقيق مبادئ الثورة مع الرئيس قيس سعيد ومع الحكومة الجديدة ومجلس نواب الشعب الجدد ... نعتقد أنه يتوجب على عبير موسي أن تواضع قليلا وأن تزن الأمور بميزانها الصحيح لأنها لو واصلت على هذا النحو سوف  تجد نفسها معزولة ...ولربما تدرك آنذاك حجمها الحقوق فيعود رشدها إلى رأسها .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق