عاصفة في نداء تونس : هل تستجيب القيادة أم " تنجح النهضة " في تفتيت الحزب إلى أحزاب ؟

عاصفة في نداء تونس : هل تستجيب القيادة أم " تنجح النهضة " في تفتيت الحزب إلى أحزاب  ؟

الحصري - مقال رأي

يبدو أن الأمور في نداء تونس الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية ليست على ما يرام بل يمكن القول إن هذا الحزب لم يشهد منذ انبعاثه عاصفة مثل التي يعرفها هذه الأيام . فمع السير البطيء جدا في تكوين الحكومة رغم مرور وقت مهمّ على تكليف الحبيب الصيد بذلك هناك أيضا مؤشرات على وجود غليان داخلي يهمّ بعض قيادات الحزب وبعض الذين يعتبرون أنفسهم ضحّوا بكل شيء من أجل أن ينجح الحزب في ظرف وجيز في خلق المعادلة السياسية مع النهضة فإذا بهم ينجحون في إزاحتها من المرتبة الأولى أصلا .
وفي هذا الإطار خرج الكثير من المنتمين إلى النداء عن صمتهم من خلال شبكات التواصل الإجتماعي بالخصوص . فقد دعا السيد الطيب عزيّز الذي نلاحظ من خلال كتاباته أنه يكابد مرارة لا مثيل لها إلى التخلّي عن الصمت أي دعا إلى الكلام علنا وعدم إخفاء الحقائق الصادمة حسب رأيه . وقال السيد الطيب إن ما يحدث في نداء تونس خيانة لمن صوّتوا لهذا الحزب . وقد أبدى استغرابه من صمت الكثيرين متسائلا بدوره : " هل أن الشبعة هي التي ألجمت أفواهكم ؟؟؟." 
من جهة أخرى قال موقع " الإخبارية التونسية " إن السيد عياض بن عاشور " وجّه رسالة شديدة اللهجة إلى السيد الباجي قائد السبسي  " ... يلومه فيها على المحادثات التي أقيمت بين النداء والنهضة أصلا . وحسب الموقع المذكور قال بن عاشور حرفيا : " الناس انتخبوا النداء للتخلّص من النهضة وليس لتشريكها في الحكم  " . وقد يكون أيضا قال حسب الموقع دائما : " إن تشريك النهضة في الحكم خيانة لمن انتخبوا النداء  " .
وإذا أضفنا إلى كل هذا المسيرة التي انتظمت للتعبير عن رفض تشريك النهضة في الحكم نفهم حجم الغضب وعدم الرضا في صفوف الأغلبية من قواعد نداء تونس أيضا . وفي هذا الإطار تتنزّل تصريحات البعض من قيادات النداء على غرار المهدي عبد الجواد الذي صرّح قائلا إن تشريك النهضة في الحكم " خيانة  لكل من صوّتوا  للنداء " . ومن جهة أخرى تصاعدت وتيرة الضغوطات من قبل الأحزاب التي ساندت الباجي قائد السبسي ضد المنصف المرزوقي وخاصة الجبهة الشعبية التي ما زالت متمسكة برفض المشاركة في أية حكومة تكون النهضة طرفا فيها . ويبدو أن هذه الضغوطات قد أعطت ثمارها من خلال تزايد عدد " الغاضبين الرافضين مشاركة النهضة في الحكم "  سواء ضمن قيادات النداء أو ضمن قواعده . وفي خصوص بعض القيادات أبدى البعض تعجّبه من ترشيح بعض الأسماء لمناصب حكومية على غرار زياد التلمساني الذي قال فيه أحدهم مخاطبا السبسي : " عندما كنت تنام على السابعة مساء كان الرجال يطوفون البلاد طولا وعرضا من أجل زرع النداء وجلب الأنصار ... وفي ذلك الوقت أين كان التلمساني وغيره من الأسماء العجيبة المقترحة ؟؟."
ومهما حاولت بعض القيادات المساندة لتمشّي تشريك النهضة في الحكم  أن تقلّل من حدة التوتّر ووقع العاصفة يقول البعض في دهاء إن النهضة قد تنجح في شق صفوف النداء وتحويله إلى  " حزيبات " ... وهذا هو هدفها الحقيقي حسب تحاليل البعض التي قد لا تكون صحيحة لكنها تناقش على الأقل . ويبقى السؤال مطروحا  : هل تستجيب قيادة النداء إلى ما تطلبه قواعدها أم أن العاصفة ستقوى وقد تأتي على الأخضر واليابس ؟
جمال المالكي

التعليقات

علِّق