ظاهرة حيّرت العالم : هل يمكن الحديث عن جمهور منتخب في تونس أم عن " جماهير " تساند في المناسبات ؟

ظاهرة حيّرت العالم : هل يمكن الحديث عن جمهور منتخب في تونس أم عن " جماهير " تساند في المناسبات ؟

بالرغم من أن منتخبنا الوطني لكرة القدم حقق مساء أمس المطلوب منه ( ولو بعناء كبير وغصرة كبيرة عشناها جميعا حتى آخر لحظات اللقاء  )  وهو المرور إلى ربع النهائي متصدّرا ترتيب مجموعته فإن هذه الصورة بقيت عالقة في الأذهان ولا يمكن أن نمرّ عليها مرور الكرام.

في الصورة نرى جماهير تونسية ترتدي أزياء الترجي والنجم والإفريقي والنادي الصفاقسي  وأزياء المنتخب في مشهد يوحي بأن جميع المشجعين ( مهما كانت انتماءاتهم لفرقهم ) كانوا صفا واحدا وراء المنتخب.صحيح أن الفكرة موجودة وأن هذا موجود بدليل أن عناصر المنتخب ذاتها اعترفت بعد اللقاء بأن فضل العبور يعود بدرجة كبيرة إلى دفع ذلك الجمهور ومؤازرته لهم طوال اللقاء ضد الإمارات ... لكن في الوقت نفسه يطرح هذا الأمر سؤالا جوهريا  ذكرناه في البداية وهو : هل يمكن الحديث عن جمهور منتخب في تونس أم عن " جماهير " تساند  المنتخب في المناسبات ؟.

إن جماهير المنتخبات في كافة أنحاء العالم نراها في المدارج بأزياء موحدة وهتافات موحدة لأنها تدرك أن منتخباتها هي التي تلعب وليست فرقها المحلية. فعندما تلعب أنقلترا أو إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو قطر أو السعودية أو مصر... فإننا لا نرى في المدارج أعلام تشيلسي أو ليفربول أو برشلونة أو ريال مدريد او روما أو نابولي أو السدّ القطري أو الريّان أو الهلال أو النصر السعوديين أو الأهلي أو الزمالك المصريين. إن ما نراه أزياء موحدة تمثّل منتخب أي بلد في العالم بالإضافة إلى أن الأهازيج والهتافات تكون موحدة من أجل هدف واحد وموحّد وهو تشجيع المنتخب ليس إلا .

إن المسألة ( ورغم أن جمهور منتخبنا قام بالواجب ) مسألة انتماء أو شعور بالانتماء لم نعد للأسف الشديد نراه كثيرا في تونس في السنوات الأخيرة . وهذه الصورة قد تكون جميلة ومعبّرة لو أن النادي الإفريقي أو الترجي أو النجم أو النادي الصفاقسي هو الذي كان يمثّل تونس في قطر ( أو في غيرها ) فهبّت جماهير الفرق التونسية الأخرى لمؤازرته وتشجيعه ...وقد حصل هذا بالفعل في بعض المناسبات فشكرناه وأثنينا عليه. إلا أن الأمر يتعلّق هنا بالمنتخب الوطني الذي يمثّل كافة التونسيين دون أي استثناء.

ومن هنا نرى أنه على كافة الأطراف التي يهمّها أمر المنتخب ( فرق - جامعة - وزارة - أحباء - إعلام ...) أن تراجع حساباتها وأن تعمل مستقبلا على توحيد الصفوف وراء النجمة والهلال في كافة المناسبات لسبب بسيط وهو أن أي منتخب يرى لاعبوه على المدارج لونا واحد يمثّل البلد سيبذل كل ما في وسعه من أجل إسعاد أولئك الذين وقفوا معه صفّا واحدا بأزياء واحدة وهتافات واحدة.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق