طبرقة وعين دراهم : السياحة تعيش أسوأ فتراتها منذ الاستقلال وغموض قرارات الدولة زادت تعقيد الأوضاع

طبرقة وعين دراهم : السياحة تعيش أسوأ فتراتها منذ الاستقلال وغموض قرارات الدولة زادت   تعقيد الأوضاع

 

على غرار كافة جهات البلاد تقريبا  يشهد القطاع السياحي ركودا لا مثيل له منذ عشرات السنين . وهذه الحالة تهمّ أصحاب الوحدات السياحية الموجودة خاصة في طبرقة وعين دراهم ومئات العائلات التي يعمل أفرادها بصفة مباشرة في القطاع وآلاف من الأشخاص الآخرين الذين يرتزقون من السياحة بصفة غير مباشرة .

وقد لا تختلف الأمور بالنسبة لأهل القطاع إلا ببعض التفاصيل . فالسياحة في هذه الربوع لها بعض الخصوصيات ومنها على سبيل المثال نوعيّة السياح الذين يمثّل الأشقاء الجزائريون أغلبهم تقريبا بالإضافة إلى سياح أوروبيين يأتون في مثل هذه الفترة إما لقضاء رأس السنة الميلادية وإما لصيد الخنزير.

وفي هذا الإطار أكّد لنا السيد نبيل بن عبد الله ممثّل الجامعة التونسية للنزل بجهة الشمال الغربي ( في انتظار انتخابات الجامعة الجهوية التي لم تتم  بسبب   الظروف المختلفة التي تمرّ بها البلاد  ) أن أمور كافة الوحدات السياحية تقريبا " تاعبة " باستثناء وحدة سياحية تابعة لدولة خليجية  يعمل بها حوالي 360 شخصا  لم تؤثّر عليهم الظروف الاقتصادية والصحية في البلاد ويتقاضون  أجورهم بصفة منتظمة بما أن  أصحاب هذه الوحدة يدعمونها ماديّا بصفة مستمرّة.

ركود عام وأغلب الوحدات مغلقة

 رغم كل شيء لم ينف السيد نبيل بن عبد الله وجود بعض الحركية في المدّة الأخيرة إذ قال : " الحركة عموما راكدة في أغلب الوحدات السياحية . لكن هذا لا يمنع   وجود بعض الأعداد من الحرفاء مع نهاية الأسبوع وهذا لا يكفي أمام  ما يجب على المهنيين أن يدفعوه من مساهمات وأداءات وأجور وفواتير الماء والكهرباء وقروض وغير ذلك من ديون ونفقات . وأمام هذه الوضعية الصعبة أجبر أغلب المهنيين على غلق وحداتهم السياحية ولا ندري إن كان ذلك بصفة نهائية أو بصفة وقتيّة . إلا أن الملاحظ أن التونسيين قلقوا من الوضع الذي طال أمده فقرر البعض منهم الخروج وكسر بعض الإجراءات حتى يصلوا إلى النزل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على الأقل علما بأن المهنيين ملتزمون بالبروتوكول الصحي  بنسبة 100 بالمائة. وإذ نسجّل حضور بعض الحرفاء مع نهاية الأسبوع فإننا لا نكاد نسجّل حضور أي شخص في بقية الأيام .".

طلبات  للحجز وغموض غير مفهوم ؟

وأضاف السيد نبيل بن عبد الله قائلا :"  من خلال أصدقاء لنا في فرنسا علمنا أن الفرنسيين لا يعيشون حظر الجولان مثلنا بل يتعايشون مع الحجر الصحّي وقد سمحت لهم دولتهم بالتنقّل والسفر بداية من 24 ديسمبر 2020 وهذا يعني أن بإمكانهم الاحتفال ب" نوال " ورأس السنة خارج فرنسا ( بعضهم تعوّد على إحيائهما عندنا ). وقد وصلتنا  عن طريق البريد الإلكتروني العديد من طلبات الحجوزات لكنّنا لم نجب عنها لأننا ببساطة لا نعرف هل نرفض أم نستجيب في ظل هذا الغموض الغريب في قرارات حكومتنا . فنحن لم نفهم ما معنى مواصلة منع الجولان إلى غاية 30 ديسمبر؟. وبعد 30 ديسمبر هل سنعود إلى حياتنا الطبيعيّة؟. وإذا عدنا هل سنتمكّن من استقبال السياح الأوروبيين بمناسبة رأس السنة ونحن لم نجب عن  طلباتهم ولا نعرف إن كانوا سيأتون أم لا يأتون ؟. بكل صراحة الوضع صعب ومحيّر. والمهنيون يعانون صعوبات جمّة ليس هنا فقط بل في كافة أنحاء البلاد.".

قطاعنا والمجهول ؟

ويختم السيد نبيل بن عبد الله حديثه معنا فيقول : " القطاع السياحي عموما يعيش أسوأ فتراته منذ الاستقلال. وقد زاد وباء كورونا في تعقيد الوضع وأصبح المهنيون في حيرة من أمرهم ولا يعرف أغلبهم إن كان سيواصل النشاط بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها أم سيغلق الأبواب ويذهب لممارسة نشاط آخر. ولعلّ ما يثير التململ لدى أهل القطاع أن الدولة لم تضع استراتيجية واضحة لإنقاذ  قطاع يعرف الجميع أنه حيويّ وأنه يساهم بنسبة كبيرة في الاقتصاد الوطني ويشغّل مئات الآلاف من الناس بصفة مباشرة وبصفة غير مباشرة وأن بركوده تفقد  قطاعات عديدة أنشطتها ويؤثّر ذلك سلبا على الدولة والناس معا. إن السياسة الظرفية وعلى المدى البعيد غامضة ولا نعرف ماذا سنفعل غدا فما أدراك بما بعد عدة أشهر؟. ونحن في النهاية لا نطالب بالمستحيل بل إن مطالبنا هي مطالب الجامعة التونسية للنزل لأن مشاكلنا تكاد تكون متشابهة في أغلب الجهات . والدولة مطالبة في الوقت الحالي بالوقوف معنا وإلى جانبنا ومساعدتنا على تخطّي الأزمة الشاملة بسلام عسى أن يعود النشاط إلى هذا القطاع الهام الذي يبقى حيويّا وهاما في كل الأوقات طالما أنه يسهم على الأقل في تشغيل الناس بهذا الكمّ الهائل أمام عدم قدرة الدولة على التشغيل خاصة في مثل هذه الظروف ".

التعليقات

علِّق