ضحيّة الفقر والخصاصة والتهميش والظلم : نهاية أليمة لصاحب " ماستار " في الرياضيات بعد سقوطه من فوق " شجرة الحياة " ؟؟؟

ضحيّة الفقر والخصاصة والتهميش والظلم : نهاية أليمة لصاحب " ماستار " في الرياضيات بعد سقوطه من فوق " شجرة الحياة " ؟؟؟

هذا الشاب لم يذكروا اسمه لكنّهم تحدّثوا عنه بإطناب معتبرين أنه أحد ضحايا الفقر والخصاصة والتهميش والظلم الاجتماعي في البلاد. ويبدو حسب الرواية التي استقيناها من أطراف أهل للثقة  أن هذا الشاب ( رحمه الله ) لقى حتفه في ظروف مؤلمة وحزينة زادت في تعقيد وضعية عائلته التي يبدو أنها فقدت بموته أملها الأخير.

أهالي منطقة نفزة من ولاية باجة وحتى من خارج  نفزة ممن يعرفونه عن قرب كتبوا عنه وعن أحلامه التي كانت تراوده وعن عائلته وعن كفاحه ... وأيضا عن وفاته  فقال عنه الأستاذ " كمال الفرشيشي " على صفحته :

هذا الشاب هو واحد من الحاصلين  على شهادتي الأستاذية والماجستير في الرياضيات وهو من متساكني جبال كاب النيقرو "خرقالية "  بنفزة من ولاية باجة ... منذ أن كان  عمره   6 سنوات كان ينهض يوميا  حوالي الساعة 3 فجرا  ليذهب إلى المدرسة   فيقطع  جبالا  كلها حيوانات مفترسة .. ويستغرق المشي على القدمين منه كل يوم أكثر من ساعتين ولست أبالغ   إذ هناك أصدقاء وزملاء على صفحتي من الأولاد والبنات   يعرفون هذا جيّدا  ) ... ولك أن تخيل أنك  طفل صغير تسير   يوميا في الظلام  تلك المسافة   شتاء وخريفا  وربيعا وجزءا من الصيف  ... وفي غابة وجبل وعر و ....  لقد تحدى كل شيء   من أجل أن يصل إلى تحقيق حلمه  وكان من التلامذة الممتازين والأوائل وكان الناس  الذين يعرفونه   يضربون  به  المثل في التربية والأخلاق ... والله وحده يعلم  ما عاناه وما كابده  ... لقد كانت ظروف عائلته ( ولا تزال )  الاجتماعية صعبة إلى درجة لا توصف   وكان أبواه يريان فيه الأمل الوحيد والأخير ... والحمد لله كبر وتحدى الظروف القاسية التي يعجز  الإنسان عن وصفها . لقد صنع من الضعف قوة وحصل على الأستاذية  ثم  الماجستير ... وحاول  جاهدا أن يجد عملا لكن دون جدوى . لقد حفيت  قدماه حتى يئس فرجع إلى مسقط رأسه... وقام بإيداع ملف بمندوبية التربية  على أمل أن يتم قبوله  كمعوّض في التعليم لابتدائي أو في الثانوي ... وبقي ينتظر  الرد على أمل أن ترحمه  البلاد  التي ينتمي إليها ... وكالعادة  لم يستطع وهو في منزل والديه أن  يبقى مكتوف اليدين وينظر إليهما وهما في تلك الوضعية المزرية من الفقر والخصاصة  والحرمان . لذلك قرر أن يذهب إلى الجبل  ليجمع بضع حبات من  البندق  فيحصل على  كيلوغرام أو كيلوغرامين   يبيعهما ليساعد عائلته بثمنهما ...  ولعلّ بعضكم لا يعرف أن  شجرة البندق عالية في السماء  ويبلغ طولها 10 أمتار أو أكثر... وللأسف  الشديد فقد حلّ القضاء في لحظة فسقط المسكين من أعلى الشجرة ومات في الجبل وحده  ولم يجد أحدا يسعفه...

إنا لله وإنا إليه راجعون   ولا حول ولا قوة إلّا بالله...

انتهى قول من كتب القصة التي صارت حديث القاصي والداني في نفزة ... وبقيت الحسرة على هذا الشاب الذي عجز حتى عن التعايش مع الفقر... في بلد يبدو أن الأفق فيه قد ضاق أمام الكثير من شبابه  الذين لا يستطيع أحد أن يلومهم عن أي شيء يفعلون.

ج - م

التعليقات

علِّق