صدور المولود الجديد للطيّب اليوسفي "لعنة القصبة تفاقم الخطايا وتراكم الفشل'

صدور المولود الجديد للطيّب اليوسفي "لعنة القصبة تفاقم الخطايا وتراكم الفشل'

 ماذا كان سيحدث لو لم يغادر الرئيس الراحل زين العابدين بن على البلاد على عجل في 14 جانفي 2011؟ ماذا لو لم تتسارع الأحداث والمستجدات؟  تساؤلات واحتمالات عديدة مازالت تشغل بال التونسيين بعد مرور أكثر من عقد، هذا ما يحاول الإجابة عنه والكشف عن تفاصيله الطيب اليوسفي في كتابه الجديد " لعنة القصبة: تفاقم الخطايا وتراكم الفشل"، الصادر حديثا عن دار ليدرز.

وقد تصدر غلاف الكتاب صور كل رؤساء الحكومات ما بعد 14 جانفي 2011 بداية من محمد الغنوشي وصولا الى هشام المشيشي مرورا بحمادي الجبالي وعلي العريض والمهدي جمعة والحبيب الصيد ويوسف الشاهد والياس الفخفاخ.

ولأنّ الرجال هم الذين يشرفون المناصب وليست المناصب هي التي تشرّف الرجال كما قال نيكولا ماكيافال فإن أداء وتصرفات وسلوكيات بعض ممن حكموا تونس من رؤساء حكومات وأحزاب خلال العشرية الفائتة لم ترق الى مستوى الانتظارات والتطلعات.

ويتضمـن الكتاب ثلاثة أجزاء، يتناول الجزء الأول أداء رؤساء الحكومات الذيـن تعـاقبوا على القصبة من 14 جانفي 2011 إلى 25 جويلية 2021 وسيرهم الذاتية ومسارهم المهني والسياسي وظروف تعيينهـم في مناصبهم وملابسات خروجهم مــن الحكـم.

أما في الجزء الثاني، فيتطرق لحصيلة أداء رؤساء الحكومات وما ترتّب عن ممارسات منظومة الحكم بحكوماتها وأحزابها على امتداد أكثر من عشر سنوات من تبعات وتداعيات طالت المجالات السياسية، والمالية، والاقتصادية، والاجتماعية. وتم تخصيص الجزء الثالث لعرض ما يمكن استخلاصه من استنتاجات ودروس عبر لتجاوز الإخفاقات، وتخطي الأزمات، واستعادة الثقة في الحاضر والمستقبل.  

وبذلك يكون هذا الكتاب مثابة تتمة لكتاب " دولة الغنيمة، من ّ سقوط نظام بن علي إلى مأزق الانتقال الديمقراطي " ويمكن أن يصح على هذا الكتاب عنوان" لعنة القصبة في دولة الغنيمة".

ويعود الطيب اليوسفي في هذا الكتاب من خلال التفكيك والتحليل الى الهنات والمطبات التي وقع فيها جل رؤساء الحكومات السابقين على غرار الامعان في الشعبوية وإطلاق الوعود الفضفاضة وتقديم التنازلات والعجز عن انفاذ القانون.

ويصف الكاتب ما حدث لهؤلاء الرؤساء والأحزاب أثناء حكمهم وبعده بلعنة القصبة التي ظلت تطاردهم ولاحقتهم ولم تفارق أحدا منهم بل وطالت الدولة من خلال اضعافها ومحاولات تفكيكها في ظل التحولات والأزمات الدولية والإقليمية.

كتاب شيق ومحاولة لتفكيك وفهم أساليب الحكم والممارسات السياسية التي عرفتها تونس منذ 2011 واستخلاص العبر وتجاوز الإخفاقات واستشراف المستقبل.
 

التعليقات

علِّق