صدفة غريبة في نفس اليوم : سيدة العقربي تمنع من دخول تونس و حتيرة يتم تعيينها على رأس " سيباكس "

الحصري - مجتمع
يعلم الجميع في تونس بأن سيدة العقربي وعزيزة حتيرة كانتا من أكثر النساء تأثيرا في تونس نظرا إلى أن الأولى كانت رئيسة جمعية أمهات تونس والثانية كانت رئيسة الإتحاد الوطني للمرأة التونسية . ويعاب على المرأتين أنهما كانتا توظّفان هاتين المنظمتين في الدعاية لنظام بن علي وتلميع صورته والتأثير على الرأي العام من خلال الدعوة الصريحة إلى إعادة انتخابه لسنة 2014 والقيام بأنشطة وحملات شعارها " الله أحد الله أحد بن علي ما كيفو حدّ " . ويعاب أيضا على سيدة العقربي أنها هربت من تونس بعد أن رفعت ضدها قضية عدلية بتهمة سوء التصرف في الجمعية التي كانت ترأسها و أثبتت الأبحاث أنها ليست مبنية على أسس صحيحة وبقيت سيدة العقربي ضمن المطلوبين للعدالة ورفضت الرجوع إلى تونس ومواجهة مصيرها .
وعندما توفّي ابنها مؤخرا في المغرب حاولت بعض الأطراف أن تجد لها صيغة تفاهم مع من لهم السلطة في تونس كي يسمحوا لها بإلقاء النظرة الأخيرة على ابنها ثم تسلّم نفسها للعدالة لتحاكم محاكمة عادلة . ومن أجل ذلك حاولت هذه الأطراف أن تجد لها " بطاقة دخول خاصة " باعتبار أن صلوحية جواز سفرها قد انتهت وهي في فرنسا إلا أن مطلبها قوبل بالرفض .
ولعل من غرائب الدهر أنه في اليوم الذي تم فيه هذا الرفض أي يوم 12 أفريل 2015 تمّ تعيين عزيزة حتيرة على رأس مركز النهوض بالصادرات " سيباكس " في رتبة الرئيس المدير العام . ويذهب البعض في هذا المجال إلى القول إن الفرق بين المرأتين يكمن في أن سيدة العقربي رفضت الرجوع إلى تونس ومواجهة مصيرها مع القضاء الذي كان ربما سيبرّئها لو أنها فعلا بريئة وأن عزيزة حتيرة بقيت في تونس وعملت على حماية نفسها من خلال انضمامها إلى نداء تونس لتصبح من القياديين البارزين في هذا الحزب . نقول هذا على لسان هؤلاء الذين قاموا بالمقارنة لكننا نتساءل أيضا هل أن سيدة العقربي كانت ستلقى نفس المصير لو أنها بقيت في تونس أم ربما كانت قيادية هي أيضا وهل أن ما حدث يوم 12 أفريل للعقربي وحتيرة هو مجرّد صدفة ؟
جمال .م
التعليقات
علِّق