صحافيّو إذاعة الشباب غاضبون من " محاولات " الرئيس المدير العام غلق إذاعتهم

 صحافيّو إذاعة الشباب غاضبون من " محاولات " الرئيس المدير العام  غلق إذاعتهم


أثار التصريح الذي أدلى به الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة التونسية والذي لمّح فيه الى نيته غلق إذاعة الشباب وتحويلها الى قناة اخبارية ،  موجات عارمة من ردود الفعل الغاضبة لدى صحفيي المؤسسة .  وفي سياق حديث الرئيس المدير العام للإذاعة ركّز على إذاعة الشباب وقال إن ميزانيتها 300 ألف دينار وهي ميزانية ضعيفة لا تسمح بتطوير هذه الإذاعة .

ودون أدنى شك فإن في هذه الإذاعة أشخاصا عاشوا معها منذ لحظة ميلادها وهم يعرفون قبل غيرهم ما هي الاسباب الحقيقية  التي تحول دون تطوير هذه الإذاعة . وقد ذكر أحدهم  أنه من العيب أن تكون ميزانية المؤسسة حوالي 37 مليارا بينما  لا تخصّص للإذاعة الأكثر قابلية  للتطوّر إلا هذا الفتات الذي لا يكفي  لشراء شاحنة صغيرة لنقل البضائع . وأكد الكثير من الزملاء في ردود فعلهم على أنه كان على الرئيس المدير العام الجلوس إلى الصحافيين والعاملين بهذه الإذاعة والإطلاع على مشاكلهم وصعوبات العمل ومساعدتهم على تذليلها  عوض التفكير في التضحية بهذه الإذاعة لفائدة إذاعة أخرى لا شيء يضمن أنها ستنجح . وأكد بعض الزملاء أيضا أن الرئيس المدير العام لم يجتمع بهم ولو مرة واحدة منذ أن وصل إلى " كرسي الحكم " حسب تعبير أحدهم .
وأكد زميل آخر أن هذه الإذاعة الوطنية العمومية تعرّضت بعد الثورة إلى عملية سطو غريبة حيث افتكّت منها أقوى ذبذبات في تونس وأعطيت إلى إذاعة خاصة مما جعلها لا تغطّى حتى تونس الكبرى أحيانا إلا بصعوبة .
وبقطع النظر عن مواقف الزملاء الذين نفهم خوفهم ونساندهم من حقنا أيضا أن نتساءل بكل استغراب : بأي حق يسمح هذا المسؤول لنفسه  بتقرير  مصير إذاعة اشتدّ عودها  وأصبحت قادرة على المنافسة لو توفّرت لها الإمكانات اللازمة ؟. أليست هذه المؤسسة ملكي وملكه وملك الناس جميعا والتالي لا يحق لأي شخص مهما كان أو مهما علا منصبه أن يتصرّف فيها بمفرده ؟. ثم هل من حق هذا المسؤول أو غيره محاسبة العاملين بإذاعة الشباب على النتائج وهو الذي لم يوفّر لهم أبسط  الآليات لتحقيق النتائج ؟.
إننا نعتقد أن على السيد الرئيس المدير العام أن يتراجع عن هذه الفكرة من أساسها . فالمطلوب منه اليوم أن يضاعف الأرقام في ميزانية هذه الإذاعة وأن يعزّز صفوفها بالكفاءات إن لزم الأمر لا أن يضع  العصا في العجلة ليمحو بجرّة قلم ليست من حقه تاريخا ونجاحات حققتها هذه الإذاعة في الفترة الاخيرة سواء في البرامج الرياضية والتغطيات الحصرية للمقابلات الرياضية او في بقية البرامج الثقافية والسياسية والاجتماعية .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق