سيدي الرئيس : تونس لن تنهار حتى بعد ألف ضربة إرهابية

من جملة ما قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمته يوم أعلن حالة الطوارىء ( السبت الماضي ) عبارة لا يمكن أن تصدر عن شخص خبر السياسة وأهلها أكثر من 60 عاما ومن المفروض أنه يدرك قبل غيره أن كل كلمة يقولها وهو في موقع الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلّحة لها دلالاتها ومعانيها وتأثيراتها في الإتجاهين وهي عبارة " ضربة أخرى مثل ضربة سوسة تنهار الدولة " !!!.
هذه العبارة ما كان يجب أن تصدر عن رئيس الدولة و رئيس الجمهورية . فهي رسالة سيئة وسلبية للتونسيين الذين أوكلوا مهمة حماية أرواحهم وممتلكاتهم إلى الدولة وهي أيضا رسالة إيجابية إلى الإرهابيين مفادها أن الدولة في الرمق الأخير وأن ضربة أخرى جديدة في حجم عملية سوسة أو أكبرستنهي دولة اسمها تونس . وطبعا هذا غير صحيح لأن الكائن البشري يتشبث بالحياة إلى آخر رمق وحتى وهو في أسوأ حالات الضعف أو التصدّع أو ما شابه ذلك فهو لا يجاهر بحالته للأعداء كي لا يستغلّوا حالة الوهن التي يعيشها لتنفيذ ما يخطّطون . وتونس في تاريخها الطويل تلقت مئات الضربات الأكبر حجما والأكثر إيلاما لكنها أبدا لم تسقط ... وأبدا لن تسقط .
وحتى لو أخذنا الأمر من جانب " هيبة الدولة " التي طالما حدّثنا عنها السبسي قبل وأثناء وبعد حملته الإنتخابية الرئاسية وقال إنه سيعمل على استعادتها لأنها حسب رأيه استبيحت على آخرها في السنوات الأخيرة لا نعتقد أن من هيبة الدولة أن يقول رئيسها إننا عاجزون عن الإستمرار في صورة إذا ما تلقينا ضربة إرهابية أخرى موجعة . ولعل أولئك الذين ربطوا بين ما قاله الرئيس بوش يوم 11 سبتمبر 2001 والعالم كله تحت الصدمة عندما أكّد أن بلاده وجيشه قويّان ولا يخشيان الإرهاب وسوف يقضيان عليه وبين ما قاله السبسي يوم السبت كانوا على صواب لأن الفرق واضح بين من لا يريد أن يعطي فرصة للإرهاب ومن يرمي المنديل من " الضربة الثانية " .
وبقطع النظر كذلك عن الإرتباك الذي بدا واضحا رغم أن الكلمة بثّت مسجّلة فإن الأكيد أن مؤسسة الرئاسة تحتاج إلى مستشارين واعين بدقائق الظرف والأمور وليس إلى كثرة مستشارين .
ج.م
التعليقات
علِّق