سياسة المكيالين عند " الهايكا " : مفضوحة ودليل ضعف وعجز وإذعان

 سياسة المكيالين عند " الهايكا " : مفضوحة ودليل ضعف وعجز وإذعان

 

مرّة أخرى  تعطي الهيئة العليا  للسمعي البصري دليلا على أنها ضعيفة وخانعة وخاضعة ولا تستعرض عضلاتها إلا على  " الزوّالي " . ومرة أخرى تعطي لغيرها فرصة أن تضربها وأن تنتقدها وتنتقد قراراتها وأن تشكك في مصداقية أعضائها وترميهم بالولاء لبعض الأطراف السياسية وبالعمل على إقصاء أطراف معيّنة .
ومن خلال ما فعلته اليوم من محاولة حجز معدّات قناة الزيتونة  بالقوّة العامة  فتحت " الهايكا " على نفسها مرّة أخرى أبواب جهنّم  وأبواب التأويلات التي تكاثرت وأغلبها يصبّ في خلاصة واحدة وهي أن هذه الهيأة ليست سوى دمية تحرّكها بعض الأطراف وأنها  مثلما قلنا أمس أعجز من العجز ذاته .
وقبل أن نعرض عليكم ما جاء على صفحة الزميل شكري الباصومي نقلا عن الزميل صالح عطية العامل بقناة الزيتزونة دعونا نسأل " بكل براءة " فنقول : " لماذا أغمضت  هذه الهيئة عينيها عن قنوات أخرى لا تملك الرخص المطلوبة  وتحيّلت بكل وضوح عليها وعلى قوانينها وأصبحت تبثّ من خلال قنوات أخرى أو تملك الرخص وتسمح ببث قنوات أخرى انطلاقا من تردداتها الخاصة ؟. أليس هذا ضعفا ووهنا وخدمة تقدّمها لأطراف دون أخرى . ثم لماذا تضع هذه الهيئة نفسها في موقف  مثل هذا حيث كتبت إحدى الصحف الإلكترونية اليوم مقالا لو كانت الدنيا دنيا لسارع أعضاؤها بالإستقالة حال قراة هذا الموضوع الذي عنوانه : " بيناما تغض الطرف عن القنوات الجنسية في رمضان  الهايكا تداهم مقر قناة الزيتونة  وتحجز معداتها وتطرد موظفيها " ؟
ودون أن ننتظر إجابة إليكم ما جاء في مقال صالح  عطيّة وهو  تقريبا يفسّر كل شيء :
ماذ حصل بقناة الزيتونة ؟
صالح عطية يروي ما حدث
وانتصرت قناة الزيتونة..
صالح عطية
الآن خرج فريق الحجز الذي زار استوديوهات الزيتونة دون أن يحجز شيئا
هل ارتاحت الهايكا بعد هذه الفعلة الشنيعة؟
هل ارتاح البارون هشام السنوسي؟
هل ارتاح هشومة، منظر الإستئصال والتصفية ويوليس التفتيش في عقول الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، واستجاب بذلك إلى نزواته وأمراضه الإيديولوجية والسياسوية ؟
هل اقتنع الآن أن حرب التصفية ضد الزيتونة وضد صحفييها وتقنييها وموظفيها لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مزيد من إشعاع الزيتونة؟
شكرا للسيد النوري اللجمي على استقلاليته، وعلى حياده، لقد كان الرجل أمينا في الإستجابة لهشام السنوسي، طيعا في تنفيذ تعليماته..
إن رئاسة الهايكا أعطت دليلا واضحا على أنها ضعيفة وليست في مستوى المسؤولية التاريخية التي أنيطت بها في هذه المرحلة.. شخصيا لم أر أضعف من السيد النوري اللجمي في تاريخ المؤسسات التونسية..
تحية إلى الأعضاء الذين سكتوا أو دفعوا باتجاه ما نراه اليوم من مهزلة الحجز الموهوم..
تحية إلى نقابة الصحفيين التي صمتت على هذا الفعل الإستبدادي..
تحية إلى الأحزاب التي غمست رأسها في التراب..
تحية إلى الصحف التي لبست نظارة خشبية لكي لا ترى الحقيقة ولا تتحدث عن هذا الفعل الشنيع الذي سيبقى وصمة عار في تاريخ الإعلام التونسي وتاريخ الهيكا الذي بدأ اليوم بهذا القرار القادم من ثقافة اناس تربوا في ظل النظام البنعلي وكانوا جزءا من منظومته وأعوانا من أعوان بوليسه السياسي ..
شكرا للهايكا وألف شكر .. بهذا القرار أنتم أصدرتم قرار نهايتكم..
بهذا القرار أنتم أعليتم من شأن الزيتونة وزدتم في إشعاعها..
بهذا القرار زادت نسبة مشاهدة الزيتونة دون أن تنفق مليما واحدا على التسويق..
بهذا القرار اتسع حجم المتعاطفين مع الزيتونة وبرامجها..
شكرا لكم لأنكم أوضحتم حتى للقريبين منكم أنكم أداة للقمع ولستم أداة للتعديل..
أنتم تريدون ساحة من لون واحد حتى يسهل عملكم.. وتحصلون على شهريات دون عناء..
لكننا لكم بالمرصاد.. وفي غرفة الأخبار متيقظون لمثل هذه الخزعبلات.. وستكون لنا نقطة ساخنة حول دوركم الحقيقي في المشهد الإعلامي.. حتى في الصوت الحرّ لن يغمض لنا جفن، وسنغسل قراراتكم بشامبو غسيل الصحافة، وسنقرأ حدث الحجز بعمق يمتد من تونس إلى ليبيا..
الخلاصة ان الزيتونة ستستمر.. وستواصل البثّ اليومي..
لا بل أضيف أنها ستظهر في حلة جديدة وببرامج ستدوخ الهايكا وأعضاءها النائمين في عسل الإصطفاف الإيديولوجي، والتنميط السياسي، والحرب الثقافية على الهوية والأحلام الجديدة للتونسيين..
للأسف المشهد الإعلامي سيتطور لكن بعيدا عن أنظار الهايكا وأعضاءها المنتمين إلى قبيلة الروافض لإعلام جديد في بلد أنجز ثورة بشباب يفكر بشكل مختلف عما يفكر فيه هؤلاء الأعضاء الذي لم يكونوا يوما قادة رأي أو أرقاما في مشهدنا الإعلامي، على العكس من ذلك، كانوا بوالسة عند النظام المخلوع، وهم اليوم يستعيدون أسلوبه في التعتيم والغلق والحجز..
أما ما يتعلق بنمنامة القانون .. فأتحدى الهايكا عضوا عضوا.. أن يقدموا للرأي العام ثغرة واحدة في ملف الزيتونة.. ثم يتحدثون عن تطبيق القانون

جمال المالكي

التعليقات

علِّق